كتب : إياد رامي
تمر المنطقة الآن بمرحلة مخاض عسير إستعداداً للقادم،
شخصياً لم أرى في حياتي إنفجار بحجم كارثة “مرفأ بيروت” هذا التفجير قلب كل المعادلات، وعطل حسم أخطر الملفات وسيحّد من حركة القوي الإقليمية الفاعلة، تصدرت إسرائيل المشهد بقوة وكشرت عن أنيابها بصورة سافرة ووصلت
رسالتها التهديدية عواصم معنية، فيما أعربت وكالة الإستخبارات الأمريكية : ” إذا فاز جون بايدن فان الصين وإيران تقفان خلف هذا الفوز من خلال التأثير على الناخبين، وإذا أعيد إنتخاب ترامب لفترة ثانية فإن روسيا تكون خلف هذا الفوز، في حال فوز بايدن ستنشط داعش والمليشيات الإيرانية من جديد”.
زيارة ماكرون وتصريحاته ورد فعل اللبنانيين تنبئ بأن توابع الإنفجار ستكون أقوى من المتوقع وقد تتجاوزحدود لبنان،
أبحرت حاملة المروحيات الفرنسية “تونير”متجهة إلى لبنان، وعلى متنها 700 عسكري و أطنان من التجهيزات، تنقل السفينة “مجموعة هندسية تضم نحو 350 شخصا” و“فرقة غطاسين تابعة للبحرية متخصصة في تفكيك القنابل، وأعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية أن السفينة تنقل أيضا “قدرات إستطلاع بحري”، ووسائل إنزال برمائي ومروحيات عسكرية،
نفس الوقت دخول إتفاقية التعاون الدفاعي المشترك بين قبرص وفرنسا، والموقعة عام 2017 حيز التنفيذ اعتباراً من 1 أغسطس 2020، في لبنان، يبدو أن الغرب قد إقتنع بوجهة النظر الفرنسية، وأدركوا أن واشنطن وتل أبيب تقفان خلف ماكرون فيما خطط له، وإستحسنوا رسائله التطمينية لأمريكا بأن الدعم والأموال التي ستضخ ستصل مباشرة للشعب اللبناني، وليس لوكلاء ايران.
هناك طريقة وحيدة يفكر فيها الغرب ناحية لبنان، وهي أن الطريقة الوحيدة لإخراجه من أزمته الإقتصادية ستكون من خلال إبعاد حزب الله، إيران بالطبع لن تكون سعيدة بذلك، لذلك قد نشهد تحركات عنيفة في الشارع اللبناني بين أنصار التيار الإيراني ومن يريد الإستقلال عن إيران والعودة للانتداب الفرنسي، فبلاد بهذه الشكل تتم نقل ملكيتها فقط، ولا تسلم صك الحرية إطلاقاً، لمن يطالبون بعودة المستعمر الفرنسي: “الإستعمار ليس من عبث السياسيين ولا أفعالهم, بل من النفس ذاتها التي تقبل ذله وتمكنه من أرضها”
عزيزي اللبناني اليائس .. قبل أن تفرح بدعوة ماكرون تذكر أن الخميني أسس قاعدة الثورة الإسلامية في فرنسا التي إستقبلته ليعود منها إلى إيران في فبراير ١٩٧٩، فكر ألف مرة، وتذكر أن من وضعك في مأزق الطائفية وبحكم هذا الدستور
اللبناني، هي نفس الدولة التي تصور نفسها المنقذ اليوم.
في 27 سبتمبر 2018 ومن على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة حدد بنيامين نتنياهو، موقع المستودع الذي تم تفجيره في 4 أغسطس 2020 في مرفأ بيروت كمستودع أسلحة لحزب الله، وعلي الفور أخلى حزب الله أسلحته من هذا المستودع مباشرة كإجراء تأميني، من غير المعروف ما هو السلاح المستخدم، قامت إسرائيل على الفور بتفعيل شبكاتها في وسائل الإعلام الدولية للتستر على الجريمة وإعطاء مصداقية لفكرة إنفجارعرضي لمخزن نترات الأمونيا، وكما هو الحال دائماً، يتم الإشارة إلى جناة مزيفين، وتكرر آلة الإعلام الدولية هذا الكذب مرارا وتكرارا ، أعلنت الحكومة اللبنانية استقالتها، بينما الأحزاب السياسية اللبنانية فقط أعلنوا عن فتح تحقيق ليس في أسباب الإنفجار، وإنما حول مسؤولية موظفي الميناء عن تخزين هذه النترات الخطرة التي تم الترويج علي أنها سبب الإنفجار، هذه الكذبة سرعان ما إنقلبت ضد الأحزاب السياسية التي تصورها، وهكذا قررت محكمة الأمم المتحدة بلبنان التي كان من المقرر أن تصدر حكمها في قضية إغتيال الراحل “رفيق الحريري” عام 2005 تأجيل النطق بالحكم.
وقد كشفت في مجلة روسية الطريقة التي تم بها قتل رفيق الحريري بينما نشر “حزب الله” مقطع فيديو يثبت تورط إسرائيل، إغتيال 2005 استهدف رئيس وزراء سني سابق وأن هجوم 2020 لم يكن يستهدف حزب الله الشيعي فقط بل المقاومة اللبنانية بكاملها .
هذه المرة ..
قامت سفارات أجنبية في بيروت بإجراء مسح شمل أخذ عينات من الحبوب والهواء من سيارات الإسعاف التي حضرت إلى الموقع على الفور، وهي تخضع للفحص في بلادهم، ولا ننسي تحذير بعض السفارات لرعاياها في بيروت من إحتمالات ذرات نووية في الهواء، وضرورة إرتداء الأقنعة، في مثل هذا اليوم من 75 عاماً، ألقت قاذفة أمريكية علي مدينة “هيروشيما” قنبلة ذرية تحمل أزهاراً لأطفال اليابان قتلت 140,000 شخص متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق،
فهل انفجار “مرفأ بيروت”كان يحمل أزهاراً مماثلة لأطفال العرب ؟
مطالب بالإنتداب الفرنسي للبنان
واليوم إنضمام أدلب لتركيا
رحم الله ضحايا بيروت