مالا تعرفه عن حرب أكتوبر 73 :(الحلقة السادسة)
بقلم : عميد أ. ح / احمد عبدالله
أستيقظنا فى صباح يوم 6 أكتوبر ونحن نتسائل هل سنحارب ؟ وذلك بعد ليلة طويلة ذهب فيها قائد الكتيبة لاجتماع مهم وحضر قبل صلاة الفجر يحمل ظرفا مغلقا” وأوامر بألا يفتحه قبل الساعة الثانية ظهرا” . وعقد اجتماعا” بقادة السرايا ، وظللنا مستقيظيسن حتى انتهى الاجتماع وحضر الينا قائد السرية وهو يتمتم أننا سنحارب .
وذهبنا لننام قليلا” قبل طلوع النهار ونحن غير مصدقين . أختفينا فى المنطقة الجديدة حتى الصباح وعندما استيقظنا لم نكن مصدقين ماحدث وقبعنا فى الخنادق والملاجى مرتدين الشدة القتالية ومستعدين لأى أوامر بينما تحدث الينا الضباط الذين حضروا حروب قبل ذلك بأن الطيران الاسرائيلى قد كان شرسا” معهم من قبل وأنه كان يصول ويجول فوق رؤوسهم مسقطا” القنابل عليهم بلا رحمة فتوجسنا خيفة ، وظللنا نتحدث سويا” حتى دقت الساعة الثانية وبعدها بخمسة دقائق سمعنا زئير الطائرات المصرية وهى تتقدم مسرعة من فوق رؤوسنا فى اتجاه قناة السويس فصحنا جميعا ” “الله أكبر ” وهنا أصدر قائد الكتيبة أوامره لنا بالتقدم فى اتجاه القناة .
قمنا مسرعين بالخروج من الخنادق وانتظمنا فى صفوف وفى تشكيل ماقبل المعركة وتقدمنا وكنا صائمين …. كان تقدمنا على الرجل أى مترجلين وكان كل منا يحمل فوق جسده شدة قتالية لا يقل وزنها عن سبعة كيلوجرامات وسلاح اّلى وأثناء تقدمنا ولم نكد نعبر طريق المعاهدة الواصل بين السويس والاسماعيلية حتى فوجئنا برجال المدفعية وهم ينفذون التمهيد النيرانى الذى استمر لمدة 53 دقيقة وهم بملابسهم الداخلية فقط من شدة المجهود الذى كانوا يبذلونه فى صب مدفعياتهم وقنابلهم فوق رؤوس العدو الاسرائيلى ليجبروه على أن يظل منخفضا” حتى تعبر قواتنا فى أمان .
وأخذوا أثناء القصف يحضنوننا ويقولون لنا ان النصر لنا بأذن الله وهم فرحين جدا” ثم فوجئنا بأهالى المنطقة من المزارعين يخرجون من بيوتهم محملين بالبلح والخبز وهم مهللين معنا وفرحين بنا ونحن نمر وسط بيوتهم ومزارعهم ” لقد عبر زملائكم الى الضفة الشرقية ” ويحتضنوننا بفرحة وهنا انفرط عقد الكتيبة قليلا ” وخرج الجنود عن السيطرة مندفعين وراء البلح والمياه فقد كنا صائمين فأمرنا قائد الكتيبة بأن نفطر وللحديث بقية