بقلم .. سحر عبد المنعم
عندما نسمع هذا المصطلح يردد الكثيرون مايأكد لهم أنهم يقدرون ذاتهم ولكنهم قد لايعلمون المعني الحقيقي لتقدير الذات فهم يأخذون القشرة الخارجية دون المضمون.
فما هو معني تقدير الذات ؟
تقدير الذات يبدأ من التصالح معها والتسامح والغفران لها فكم من شخص يجلد ذاته ويؤنبها نظير خطأ اقترفته سواء في الماضي او الحاضر وكم من شخص لايحب ذاته بل يهملها في سبيل تحقيق ذات أولاده أو أسرته وكم من شخص يضرب بقدميه ذات غيره ظناً منه أنه لو حقق ذاته فسيعلو شأنه عليه علي حين أن هذا النوع من البشر هما مرضي الذات ..
الذات تتطلب العودة للفطرة التي فطرنا الله عليها فقد خلق الله الإنسان وجعله خليفه له في الأرض وليس ذلك فحسب بل سخر له مافي السموات والأرض ومابينهما أي جعل الكون مسخر له ولكنه يمشي ذليل علي الأرض , فهل سبق لك أن وجدت خليفة يمشي ذليل كسير عبداً لدي المال وقوت يومه وهو الذي وكله الله عليها .
خلقنا جميعا علي الفطرة السويه نبكي حين نحزن ونفرح من أبسط الأشياء ونعتبر ان حبونا تجاه أول خطواتنا للمشي إنجاز ثم نتلوث بما تفرضه علينا التربيه لنصبح مسوخ مشوهه لا نفرح بأي إنجاز ونعتبر أن سعينا هو شقاء ولانرضي بابسط الأشياء فإما كل شئ او لاشئ .
وسط هذا الزخم يضيع المعني الحقيقي للذات ، يضيع التقدير ويضيع الإنجاز وتستبدل بالمقارنات والأحقاد والغيره ثم تنتهي بإلغاء العقل الذي ميزنا به الله عن سائر مخلوقاته ليصبح أسيراً لمشاعر الأنانيه والغضب والإنفعال .
هنا تتشوه الذات ويسير الإنسان هائماً علي وجهه ولكن .. هل من عملية تجميل لإزالة هذا التشوه ؟
بالطبع ..
عندما تدرك أنك في مشكله …حين تري أن الحياة المتسعه قد ضاقت حلقاتها حول عنقك لتشعر بالإختناق ..هنا تبدأ تبحث داخلك عن ذاتك الحقيقية التي تجدها غارقه في جو من التشوهات لتبدأ تنفض عنها غبار السلبيات التي تراكمت عليها عبر الزمن ..
انتبه حينها لقراراتك التي أتخذتها طوال عمرك وانتبه لقدراتك ومهاراتك التي قد تكون ادرجتها حبيسة او دفنتها مع اسلوب التنشئة الذي نشأت عليه لتخرجها من مكمنها وتسمح لهذا المارد الحبيس بالإنطلاق الصحي لتبدأ مرحلة جديدة في حياتك.
انتبه لقرار دراستك هل كنت صاحبه ام تم فرضه عليك ، اذا كان تم فرضه عليك فقم وانتبه لما كنت ترغب في دراسته ولاتقول مضي قطار العمر فهناك من يبدأون رحلة التعليم في سن كبيرة جدا ويحصلون علي درجات علميه في سن كبيره فأنت في سنك قد تكون اصغر بكثير منهم وطالما القلب ينبض بالحياة فأنت امامك الفرص سانحه لتحقيق ماتريد .
فكم من أشخاص كانت تري في نفسها مجرد شخص بسيط لايقدر علي فعل اشياء اخري ثم يقرر ان يخرج من هذه الدائرة ويغير مجال عمله او دراسته لما يحقق به ذاته .
تقدير ذاتك ايضاً في التصالح معاها وليس جلدها فكم من أناس تقضي ليلها ونهارها تلوم نفسها وأفعالها فتضيع علي نفسها حق التمتع بالحياة والإستفادة من مهاراته التي خلقها الله فيه فقط عليك أن تعلم إنك فعلت موقف اليوم بوعي اليوم ولكن الغد سيحمل معه شخص بوعي آخر فلا تظل تلوم نفسك علي مافعلته بل تسامح معاها وأغفر لها ذلاتها وتعلم من خطأ اليوم لغد أفضل .
تسامح مع الأهل واغفر لهم ذلاتهم فقد قاموا بتنشئتك وفقما تعلموا ولكنك الآن أصبحت راشداً واعياً ولك حرية الإختيار إما نهج أبائكم وأجدادكم وإما نهج جديد تنسجه وفق رؤيتك .
قدر ذاتك وامنحها حقها في الترفيه والتحاور معها فليس امراً من درب الجنون ان تتحدث مع ذاتك بل هو قمة الوعي والصحة النفسيه فإذا كنت تستمع للغير بإهتمام باحثاً عن حل لمشاكلهم فذاتك أولي بقدر قليل من الوقت لتستمع إليها وتربت علي كتفيها وتحنو عليها .
قدر ذاتك واوصلها بخالقها فهي مستمدة الروح منه ولها حق التواصل مع من منحها الروح فناشد خالقك وابتهل إليه وارفع ماتئن منه اكتافك إليه فهو القادر علي التخفيف عنك فكما تلجأ لصديق وانت علي ثقه بمساعدته الجأ لخالقك وهو المستحق لتلك الثقه .
قدر ذاتك وتواصل مع احبائك وأهلك وأسرتك وأصدقائك فليس الحب بين الرجل والمرأة فقط وإنما الحب مظله تشمل أنواع كثيره منه .
انتبه لذاتك وقدرها حتي تسمو بها وتسمو بك .