بقلمي / حامد ابوعمرة
وفي الحب لي فيه أقوال أخرى ..فالذين يقولون أن الإنسان لا يحب في حياته سوى مرة واحدة برأيي الشخصي هم واهمون ، أو أن الحب دوما هو للحبيب الأول كما قال أحد الشعراء ، وهو أمر لاعلاقة له بالواقع بتاتا ، فأنا أقول نقل فؤادك حيث شئت ..ما الحب إلا لمن اكتمل معه..! فكم من البشر من عرفوا الحب، عبر تجارب عدة وليس عبر تجربة واحدة فأنا غير مؤمن” بوحدانية الحب ” التي تكلم عنها الكثير ومنهم ابن حزم ، وإلا كيف يمكن للكثير من الناس أن يحب أكثر من مرة في حياته ..فمن الرجال من أنهى علاقته بامرأة ما كان يحبها حبا جما ، متصورا بأنه بدونها سيصبح في عداد الموتى ، ولكنه ما يكاد يتعرف على أخرى وإلا وينسى الأولى ولا علاقة لما أقول بشخصية الدون جوان تلك الشخصية العدوانية التي تتلذذ أو تتمتع بتعذيب النساء وبجعلهن ينجذبن نحوه أو الانتقام منهم ، ومن النساء ما أن تطلق وتتزوج بآخر وإلا وتشعر وكأنها لم تعرف الحب من قبل رغم زواجها من زوجها الأول بعد قصة حب كبيرة كما في الروايات أو في أساطير الحب أوفي الأفلام ..وأني هنا برأيي الشخصي أنه ليس هناك مايعرف بأول حب ولا بآخر حب في دنيا البشر ، وإلا لكان كل من فقد حبيبه مصيره الفناء والتشرد ، وهو ما يخالف الواقع وإلا لكل من فشل في تجربته العاطفية عليه أن يرحل عن الحياة بعدما نم الحكم عليه بالتحجر لقلبه وبإغلاقه للأبد ، وبالتالي لا يمكن ان نصنف الحب كأن نقول ما نحبه لابد أن تتوفر فيه صفات معينة كذا وكذا ، فالحب حالة خاصة قدرية تصيب الإنسان ، ولو كان الحب حاله إختيارية لاختلطت القلوب ببعضها ، ولتغيرت الأمزجة والمعايير وحينها نكون قد فقدنا أسمى المشاعر وأرقاها في حياتنا ، ولو كان الحب باختيارنا لتنافس العشاق على الجميلات فحسب أو ذوات الحسن والجمال، وحينها فلترحل كل النساء في الكون اللائي لسن لهن نصيبا من الجمال ..!لكن الحب غير ذلك تماما هو ليس مجرد صورة من الخيال بل هو عندما تجد روحك تعشق روحا لاعلاقة لك بها من حيث القرب أو البعد وعندما تجد قلبك ينبض بقلب آخر وعندما تشعر باحتياجك لمن تحب وفقدانك له لحظة غيابه عنك واشتياقك ولهفتك عليه وإن كان معك ولم يغادرك بعد ..إذا متى إكتمل الحب في حياة الإنسان حينها فقط سوف يتيقن بأنه قد استقرت مشاعرة على محطة الحب ، وأنه حينها فقط لن يركب أي قطار آخر.



































































