بقلم : محمد عبد المجيد خضر
مطلوب الاصلاح منا فالعيب فينا….
لماذا يعيب كل منا وينتقد الآخرين لما في حياتنا اليومية من مظاهر تؤذي المشاعر ، فانني أشعر ان خطط تدمير حياة الاسرة والترابط والسلم الاجتماعي اصبحت تسير بخطا سريعة جدا ، والاستجابة لذلك سهلة جدا لغياب التعليم الجيد والثقافة العامة ، التي اهملتها الأسرة المصرية منذ زمن .
فها هو جيل هش مسكين متخبط بين تسريحة الشعر و الموضة ولبس كل ماهو ضيق وتقليد اعمى ، وسماع مدعي الطرب والموسيقى الهابطة وما يحمل مسميات غريبة منها الراب البعيدة كل البعد الرقي وعن الطرب واللياقة والشياكة ، ولا حتى تستحق ان يقال عنها فن .
ومن يقدم هذا الصنف من الاداء هم اصحاب الاصوات المقززة جدا دون ذكر أسماء ، لانها لعب شوارع وافراح بلدي ، ممزوجة بتمايل رخيص لاجساد عارية تدعي باسم الفن البرئ منهم ، للرقص ومصاحبة للجاهل لكي تلفت الانتباه لها ويتم التغاضي عن الصوت المقزز الصادر عن مدعي الفن .
وأكاد اجزم ان العيب ليس فيهم ولكن في ظهور طبقات مختلفة منا كشعب ، كل همها صرف اموالها على التفاخر الجاهل والمتعة والتفاعل مع اي شئ يحدث ضوضاء ، وحالة من الجنون اللحظي والرقص العصبي ، لافراغ شحنات مكبوتة بعقل وجسد ، بداخله تأنيب ضمير يؤرقه لاسباب كثيرة .
فهو غير قادر على اصلاحها ، من حيث تعاملات تجارية ومالية يجمع منها أرباحا لكنها غير مريحة ، لانه في الغالب كسبها من حرام او طريق غير مشروع او نهب حقوق للغير ، والمحاكم لديها قضايا وملفات تسد عين الشمس ، فهذه الخزعبلات تعطي فرصة لافراغ الشحنة السالبة لوقت ما تصحبها لجوء لمغيبات العقول من حبوب مخدرة او خمور وهكذا .
ولدينا منتجين ومخرجين بلا ضمير ولا وازع ديني او اخلاقي ، يقدمون اعمالا لا ترقى الى الرومانسية او التوجيه او تعديل انحرافات لحركة الحياة ، بل على العكس تماما قصص تافهة وافكار اتفه ، ودعوات مبطنة للانحلال وتقديم نماذج من المجتمع الفاسد .
يدعون من خلالها الى تسهيل انتشار الطلاق للمتزوجين حديثا ودفع البنات والشباب الى الرزيلة ، ولعدم احترام وطاعة الوالدين واظهارهم في صورة من التخلف الفكري والحضاري ، ونشر المشاهد التي تخاطب الغريزة في زمن عز فيه المقدرة على الزواج ، ووجود شرائح شبابية عازفة عن مجرد التفكير لانشاء اسرة محترمة ، لما يسوق لهم من قبح الحياة وندرة الموارد والمشاكل وغيره .
ومن المفاسد العظيمة اظهار الطريق السهل والسريع للثراء ، بالسرقة واساليب النصب والبلطجة والتعدي على حقوق الغير والدعارة .
واظهار نماذج مجتمعية صارت اصحاب نفوذ واموال ، تسيطر بها على اصحاب العلم والثقافة والطب والهندسة والعلوم والبحث العلمي ، وعلى اصحاب المناصب والراعين للمجتمع من سلطات شرطية وقضائية في بعض الاحيان ، او هكذا يسوقون لافكارهم الخطيرة التي تفقد المجتمع الشعور بهيبة الدولة .
اذن فالعيب منا وفينا والفساد وغياب الضمير وانحدار الاخلاق صنعناه بايدينا ، والكل ينقد ويعيب على الآخرين ، ولا احد يفكر الى اين نحن ذاهبون وما الحل .
اين دكاترة علم الاجتماع وعلم النفس والصحافة والتليفزيون ، والرقابة على ما يقدم للناس وجودته ، واين رسالة المسرح التثقيفي وما دور الدولة في التصدي لكل هذه الموبقات .
فالشباب يسعى في الغالب لما يمنحه الغنى والراحة المادية وليس العلم والحصول على درجات علمية كبيرة محترمة وموقرة ومؤثرة في حركة الحياة وفائدة المجتمع ، ولا يحترمون المدرسة ولا المدرسين ، وتجدهم يتوجهون للفن الهابط او لعب الكورة او مسارات اخرى مفسدة منها البلطجة والتوكتوك .
نحن بحاجة لصحوة ضمير وان يسعى كل منا لاصلاح نفسه واسرته وحيطه بقدر الامكان ، لان التدني حجمه كبير جدا والضرر بالاخير على الجميع ، فظهور تجارة الاعضاء وخطف الاطفال ، وموت الضمير لوظائف يفترض فيها الرحمة واقامة العدل وحماية المجتمع قد ضلت الطريق ، ونسيت خالقها وتوجهت الى الطريق العكسي تماما ونسوا ان الموت حيط بِنَا كل لحظة فاين المفر .
ايها الناس فروا الى الله واحذروا مكر الله ، فان الله يمهل ولا يهمل وان اجسادنا على لهيب النار لا تقوى ، والمظلوم ديان والديان والدين لا ينام ولا يموت ، فهل من متعظ تاجروا مع الله تفوزوا ولا تتبعوا اهواءكم لانها مهلكة ومن الشيطان والله المستعان .