بقلم/ إسلام عبدالرؤوف عون.
على مدار التاريخ حفل الأزهر الشريف كجامع وجامعة بالكثير والكثير من العلماء الذين كان لهم عظيم أثر فى نهضته العلمية، والحقيقة أنَّ هؤلاء الأفاضل الأجلاء أثروا المكتبات العلمية بالمؤلفات والأبحاث التى كانت نبراس هدى تشير إلى وسطية هذا الدين وسماحته، ومن هؤلاء الأعلام الذين علقوا فى ذاكرة الأزهر الشريف وكان لهم دور فى العصر الحديث من نهضته، فضيلة العالم الشيخ كمال أحمد محمد عون.
ونعيش فى هذه السطور مع ومضات من سيرته الذاتية، حيث ولد فضيلته عام ١٩١٩م فى عزبة عون التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ.
حفظ القرآن الكريم فى سنٍ مبكرة، والتحق بالأزهر الشريف، ليحصل على الإبتدائية الأزهرية عام ١٩٣٥م وكان ترتيبه العشرين على القطر المصرى، ثم حصل على الثانوية الأزهرية عام ١٩٤٠م وكان ترتيبة الثامن على القطر، ثم التحق بكلية أصول الدين ليحصل على الشهادة العالية عام ١٩٤٤م وكان ترتيبه الأول على كلية أصول الدين، وبحصوله على هذا الترتيب جاء إسمه ضمن الأوائل فى كتاب “الأزهر فى ألف عام”.
ثم بدأ فضيلته حياته العملية عام ١٩٤٦م كمدرس فى المعاهد الأزهرية الإعدادية والثانوية ولمدة خمسة عشر عاماً، ولنبوغه وعزارة علمه شغل وظيفة مدرس بالكليات لمدة سبع سنوات منها خمسة سنوات بجامعة الإمام محمد بن سعود، بالرياض فى المملكة العربية السعودية من عام ١٩٧٨م إلى عام ١٩٨٣م، ثم عاد إلى مصر ليدرس فى كلية اللغة العربية بدمنهور فى الفترة من عام ١٩٨٣م إلى عام ١٩٨٥م.
وشغل فضيلته منصب المدير العام لمنطقة التعليم الأزهرى بطنطا والتى كانت تضم ثمانى محافظات بالوجه البحرى آنذاك.
وخلال رحلته العلمية والعملية بين طالب وباحث ومدرس ومدير وعالم، اتسمت شخصيته بطابع الهدوء الذى يكسوه وقار العلم، وعليه ثوب الجلال المُرَصَّع بحُلى الأزهر المتمثل فى علمه وأدبه الجم.
وكان فضيلته مثالاً للفقيه المجتهد المجدد، كان دائم الإطلاع والمدارسة والمثابرة على استقاء العلوم من ينابيع الأزهر الشريف وتراثه العلمى، وكان بيته ومكتبته العلمية التى حوت المئات من الكتب التراثية التى تعتبر بمثابة جواهر خالدة منهلاً للباحثين وطلاب العلم الشرعى.
وقد ألَّف فضيلته العديد من المؤلفات خلال مسيرته العلمية، والتى حفلت بها المكتبات العلمية فى مصر وخارجها، لتخلد إسمه بين الفقهاء المجددين، ومن هذه المؤلفات على سبيل المثال وليس الحصر:
١) الطلاق فى الإسلام.
٢) الفتوحات المكية وما وراءه من أياد خفية.
٢) فى الميراث قضية بنت الأخ والعمة وبنت العم.
٤) اليهود أعداء الإنسانية.
٥) قبس من الإيمان وحساب للملاحدة.
٦) أولياء الله بين الموالين والمجافين.
٧) المرأة فى الإسلام.
وغير ذلك من الكتيبات والأبحاث والرسائل العلمية التى حفلت بها المكتبات.
وفى عام ١٩٩٩م رحل عن دنيانا إلى جوار ربه فضيلة العالم الشيخ كمال أحمد محمد عون، ليظل حياً فى ذاكرة الأزهر وطلابه ومحبيه، عليه رحمة الله تعالى.


































































