من حصاد الريف
نقلها لكم ناصف ناصف
بقلم الاستاذ الدكتور عبدالوهاب برانية
ما زال ريفنا بخير، ينضج ثماره على أفضل ما يكون، متشبعة بخصبه ونمائه وقيمه وعطائه، ويقدمها للمجتمع نماذج راقية، تحمل همه وتعلي مكانته وتزين هامته، تمثل ذلك في تلك السيدة المصرية الريفية البسيطة التي ترملت مبكرا وتحملت مسئولية أولادها الثلاثة: مريم وأميرة وأمير، فتكفلت بهم وعلمتهم في أزهرنا العامر بالعلم والخير، حتى أضحت مريم معيدة بصيدلة الأزهر وأميرة طالبة في طبه وأمير أول طلابه في ثانويته لهذا العام 2021م.قرأت قصة اجتهادهم في منشور بصفحة سيادة العميد أ. د. غانم السعيد فتفاعلت معه.فهنيئا لمصر وهنيئا للأزهر الشريف ولريفنا الخصيب بهؤلاء.
الريف والخصب من أعماق تربتنا
الريف حضن لنا والخصب يُصْبِينا
كم فيك يا مصر ممن فاقَ مقتدرا
كلَّ الأناسيِّ إن دنيا وإن دينا!
وكان محتدُّهم يُنْمِي لقريتنا
عزما وصبرا وتجويدا وتحسينا
قد جاء من ريفنا روادُ نهضتِنا
فقدموا مثلا يُعْلِي روابينا
وقد تناغم معْ ذا الريفِ أزهرُنا
أنموذجا ليته يبقى فيحمينا
والريف في مصر كنزٌ ليس يشبهه
كنزٌ من الدُّرِّ تَزْيينا وتَثْمينا
في كل عام نرى أنموذجا عجبا
برغم أتعابه يحيي أمانينا
فذا شقي توخى محو شقوته
وذا يتيمٌ ترقى في سماوينا
وتلك أمٌّ تَعَامَتْ عن مفاتنها
من أجل أولادها رفقا وتحنينا
فصار منهم طبيبٌ حاذقٌ كَلِفٌ
بالخير يمنحه هذي الملايينا
وباحثٌ يجتلي من قدح فكرته
نورا يجللنا يمحو دياجينا
وذا حصادٌ فما أنداه يا بلدي!
من تبر ريفك ألوانا أفانينا