“مواليد الزمن الجميل… والسكينة الضائعة”
بقلم : عماد نويجي
يمر بنا العمر، خفيفًا وثقيلاً…
يمضي كما تمضي نسمة في صيفٍ هادئ، أو عاصفة في شتاءٍ قاسٍ.
تتبدّل الأحلام، تتغيّر الأولويات، لكن يبقى في القلب رجاءٌ واحد لا يتزحزح: أن نجد السكينة.
نعم… لم نعد نطلب الكثير.
لم نعد نحلم بمدن من ذهب، ولا قصور من خيال.
صرنا نبحث عن مكان لا يُربكنا، أشخاص لا يؤذوننا،
وصباحات تبدأ بلا فزع، بلا ارتباك، بلا رسائل مُقلقة، بلا وجوه باهتة.
نبحث عن طمأنينة…
في الكلام الذي لا يُفسَّر ألف مرة،
في العلاقات التي لا تحتاج إلى شرح مطوّل حتى تُفهم،
في نظرات لا تحمل خلفها خيانة،
وفي قلوب لا تتغير كلما هبّت ريح الحياة.
مواليد الزمن الجميل…
هم الذين نشأوا على “صباح الخير” التي تقال من القلب،
على الأبواب التي تُطرق بلطف،
على الأصدقاء الذين يأتون دون مصلحة، ويبقون دون شرط.
لكننا اليوم صرنا نشعر أننا نعيش في زمن آخر…
زمن كل ما فيه سريع، حتى العلاقات…
حتى الود، حتى الخذلان.
لذلك لا نطلب الكثير.
نريد فقط أن نطمئن.
أن نستيقظ ونحن نشعر أن الأشياء من حولنا بخير،
أننا لسنا مهددين في عافيتنا، في رزقنا، في حبنا، في علاقتنا بأنفسنا.
نريد أناسًا لا يغدرون،
وأماكن لا تضيق،
وأحاديث لا تترك فينا ثقلًا بعد أن تنتهي.
هذا هو حال مواليد الزمن الجميل…
قلوبهم لم تعتد القسوة، لكنهم يتلقّونها في كل يوم.
يشتاقون للهدوء… لأن أرواحهم لا تجيد العيش في الضجيج.
في النهاية…
نحن لا نطلب الحياة الكاملة، بل لحظة صادقة،
مكانًا آمنًا…
وصوتًا يقول لنا: “أنا هنا، ولن أخذلك.”