“مُجَرَّدُ مَسَافَةٍ”
بقلم: تامر إدريس
_دوام الحال من المحال؛ ليست عبارة عابرة، هي أكثر من مثل يرد الآذان صداه من هنا أو من هناك، هي نمط حياة..
_ما بين الآن والمآل، وما بين التيه والتنبه ارتباطات وتوقعات، ولنا في شواهد الحياة المتنوعة المتمايزة أبلغ العظات وأوفر الاعتبارات..
_فتى منحه والده غاية الحب وأسماه؛ يتآمر عليه إخوته، فيلقوه في غيابات الجبّ؛ تأتي القافلة فتصطحبه إلى سوق النخاسة؛ فيربّى في قصر عزيز مصر..
_تفتتن به مليكته؛ فيعف نفسه عنها، تتحامل عليه، فتذيقه مرارة السجن وغصَّة الأسر؛ فيعتبرها خلوة مع ربه، يتكدر صفو الملك برؤيا مبهمة؛ فيشرع الله لعبده سبيلا بها إلى الخروج..
_أرادته أن يكون من الصاغرين مبتدأً، وها هو الآن على الخزائن مكين أمين خبرًا، كرهوا محبة والدهم له سلفًا، وها هم الآن قد خرّوا له سجّدًا في مصر آمنين خلفًا..
_نوح المبارك يدعو قومه ليلا ونهارا، ولا يزيدهم سعيه لنجاتهم إلا فرارا، يجعلون أصابعهم في آذانهم، ويستغشون ثيابهم، ويستكبرون استكبارا..
_يصنع الفلك استجابة لنداء ربه؛ فيستهزئون به، ويسخرون منه إقبالا وإدبارا، يأتي الطوفان وتجري بالسفينة الأمواج؛ فيعقه ابنه، ويعتصم بالجبال، ويأبى إلا أن يموت كما العصاة..
_تؤمر الأرض، فتبتلع نبع مائها، وتستحث السماء، فتقلع عن الفيض بقطرها، تنقشع الغيوم، وتجف الجسوم؛ تنجو العصابة المؤمنة بإذن ربها، وتدور الحياة دورتها المعهودة من جديد..
* لا تأسَ على ما فات، ولا تحفل بما هو آت؛ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك؛ خذ من أمسك درسا، ومن خطئك عبرة؛ انشغل بالموجود، ولا تحترق على المفقود؛ خطِّط لغدك دون انتظار لمبهم مجهول، ولا تهمل حاضرك فإنه مأمول مضمون..






































































