نادى أدب بورسعيد ” تسريد الشعر و تشعير السرد ”
كتب محمود السعيد عبد الهادي
عقد نادى أدب قصر ثقافة بورسعيد ندوته الإسبوعية مساء اليوم الإثنين حول تسريد الشعر و تشعير السرد أدارها الشاعر أسامة عبد العزيز بإشراف رانيا شريف مسؤل نادى الأدب و استضاف خلالها النادي الشاعر و الناقد السيد السمري الذى تحدث فى البداية قائلا أن نظرية الأنواع الأدبية لم تعد مسار اهتمام في مقاربة النصوص الإبداعية علي اعتبار ان التداخل والتماهي هو السمة التي تتصف بها. أي انها تراجعت لكونها كانت المدخل الرئيس للتمييز بين نوع أدبي وآخر.
وأن مفهوم نظرية الأنواع أصبح في موضع شك كما يقول رينيه ويلك انطلاقا من كون الشعر يحمل معنى التعدد وكثرة الأنواع لأن الشعر ليس نوعا واحدا وإنما هو عدة انواع ونمط من أنماط الخطاب الأدبي يضم كل السمات اللغوية الجمالية التي تحققت بوجه أو آخر فيما يطلق عليه الشعر وعليه فإن التمييز بين الأنواع الادبية لم يعد ذا أهمية في كتابات معظم كتاب عصرنا فالحدود بينهما نعبر باستمرار والأنواع تختلط وتمتزج و أصبح التداخل النوعي بين الشعر والنثر واضحا وهذا التداخل بين الأجناس الأدبية هو امر ليس بالجديد فالقصيدة القديمة تميزت بهذا الحضور لما هو شعري مع ما هو سردي بل هناك هيمنة واضحة للنفس القصصي في المتن الشعري القديم وأبرز دليل علي عمق هذا الترابط نراه في نصوص أمرئ القيس وعنترة بن شداد و عمرو بن كلثوم وغيرهم.
و اضاف السمري أن السردية تجعل الشاعر يمتلك إمكانيات للبوح والتدفق والعفوية عبر اللغة لأن رغبة الإنسان في الحكي رغبة انسانية تكشف رؤيته للاشياء وتحدد علاقته بالعالم كما انها رغبة في التطهير والبوح. من خلال سعي الشاعر المعاصر إلي تشعير السرد وتسريد الشعر إذ استفاد الشعر من بعض تقنيات السرد من منطلق أن السرد ليس سمة في القصة فقط وإنما هو سمة في الخطاب اللغوي بشكل عام يمكن ان نلمحه في أكثر من جنس أدبي فمن المكون السردي الذي يجعل القصيدة سلسلة من الأحداث و التحولات والحوارات الي المكون الشعري بصفته استثمارا دلاليا لهذه البنى السردية و من المتن الحكائي ببنيته السردية الي ما يشكل الأبعاد الدلالية والبنائية للنص الشعري بما يحقق التداخل والتناص بين الشعر و السرد وصولا الي ما يطلق عليه الكتابة عبر النوعية.
و أشار السمري إلى بعض النماذج التطبيقية على تسريد الشعر فى كتابات العديد من الشعراء المعاصرين منهم امل دنقل فى أوراق الغرفة ٨
و شهدت الندوة بعض المداخلات حول تسريد الشعر و تشعير السرد لكل من الشاعر محمد رؤوف الذى ضرب مثالآ بإحدى قصائد نجيب سرور كما تحدث ايضا الأدباء يحي عباس و محمد خضير و مها الجمل فى مداخلاتهم عن بعض التساؤلات فى موضوع الندوة التى شهدت الاستماع لبعض نماذج تطبيقية من شعراء النادي الذين القوا قصائدهم الشاعرة الكبيرة رجاء أبو عيد و احمد السيد و احمد رجب معيط و إسراء رزق و فاطمة آدم و محمود السعيد و فى نهاية الندوة تم الاستماع إلى بعض المواهب منهم جنى طيرة و الطفلة غزل.
