أنانية الأصدقاء في العمل.. طريق سريع نحو تفكك المنظومة
بقلم الاعلاميه
دكتوره غاده قنديل
في بيئة العمل، لا تُقاس النجاحات بعدد الإنجازات الفردية فقط، بل بقدرة الفريق على التعاون بروح واحدة، تُعلي مصلحة المؤسسة على المصلحة الشخصية.
لكن ما نراه اليوم في بعض المواقع هو تسلل الأنانية المهنية، حيث يسعى البعض إلى الظهور وحدهم في المشهد، حتى لو كان ذلك على حساب زملائهم أو نجاح المجموعة بأكملها.
إن أنانية الأصدقاء في العمل تُعدّ من أخطر السلوكيات التي تهدم أي منظومة ناجحة، لأنها تُحوّل بيئة العمل من فضاء تعاون إلى ساحة تنافس غير شريف، وتقتل روح الانتماء، وتزرع الشك بين الزملاء.
أسباب الأنانية المهنية
غياب الوعي بأهمية العمل الجماعي.
ضعف التربية المؤسسية على قيم المشاركة.
حب الظهور والرغبة في التفوق بأي ثمن.
الإدارة التي تُكافئ الأفراد بدل تكريم الفرق الجماعية.
نتائج مدمرة
حين تسود الأنانية في بيئة العمل، يبدأ تفكك المنظومة تدريجيًا:
تتراجع الثقة بين الزملاء.
تتوقف المبادرات الجماعية.
تنتشر الغيرة والمكائد.
ويضيع الهدف الأكبر الذي جُمع من أجله الفريق.
الحل في إحياء ثقافة “نحن”
المؤسسات لا تُبنى بـ”أنا”، بل بـ”نحن”.
حين يشعر كل فرد أن نجاحه من نجاح زميله، وأن التفوق الجماعي هو الذي يُخلّد اسمه، تتحول بيئة العمل إلى مصدر إبداع وإنتاج.
ولهذا، يجب أن نُعيد ترسيخ القيم التي تربط بين المهنية والإنسانية، ونزرع في كل موظف وقيادي مبدأ:
> “من ينجح وحده، يفشل في بناء الفريق.“
في الختام
العمل ليس مجرد وظيفة، بل رسالة، والمسؤول الحقيقي هو من يعمل بروح الفريق، ويُقدّر الجهد الجماعي أكثر من المصلحة الفردية.
فأنانية الأصدقاء في العمل لا تهدم الأشخاص فقط، بل تفكك المنظومة كلها، وتُضعف المؤسسة، وتُهدد الاستقرار المهني.
ولذلك، يجب أن تكون رسالتنا الدائمة:
> “معًا ننجح.. وبالوحدة نحافظ على منظومتنا الوطنية والمهنية قوية ومتماسكة.”