نصر أكتوبر.. ملحمة العزة التي أعادت لمصر كرامتها وغيّرت وجه التاريخ
مقتل بقلم / الكاتب الصحفي
أيمن محمد الوردانى
في السادس من أكتوبر 1973، كتب الجيش المصري وشعبه أعظم صفحات المجد في التاريخ الحديث، حين تحوّل المستحيل إلى نصر، واستعادت الأمة العربية ثقتها بنفسها من جديد.
يظل نصر أكتوبر المجيد علامة مضيئة في تاريخ الأمة المصرية والعربية، يوم أن استطاع الجيش المصري الباسل أن يحطم أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، ويعيد لمصر كرامتها التي حاول العدو اغتصابها بعد نكسة 1967.
في ظهيرة ذلك اليوم المبارك، عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس في مشهد بطولي سيظل محفورًا في ذاكرة الأجيال، رافعين علم مصر على الضفة الشرقية، ومعلنين للعالم أجمع أن الإرادة المصرية لا تُكسر.
لم يكن النصر العسكري وحده هو المكسب، بل كان بداية لنهضة شاملة أعادت الثقة للمصريين، ورسّخت مفهوم وحدة الجيش والشعب، فالشعب المصري وقف خلف قواته المسلحة بكل قوة، دعمًا وتبرعًا وصبرًا، ليكون شريكًا في النصر لا متفرجًا عليه.
حقق الجيش المصري خلال حرب أكتوبر مكاسب استراتيجية كبرى، أبرزها استعادة السيطرة على قناة السويس، وتدمير خط بارليف الذي كان يُعتبر أقوى التحصينات في العالم. كما نجح في فرض واقع سياسي جديد جعل من مصر قوة إقليمية يحسب لها الجميع ألف حساب.
أما على الصعيد الشعبي، فقد أعاد النصر الثقة للمواطن المصري بنفسه وبوطنه، وأثبت أن الاتحاد بين الشعب والجيش هو سر بقاء الأمة. من هنا بدأت مصر مسيرة جديدة من البناء والتقدم، مستلهمة روح أكتوبر في كل إنجازاتها اللاحقة.
إن ذكرى نصر أكتوبر ليست مجرد احتفال عابر، بل هي درس خالد في الإصرار والإيمان والقدرة على تحقيق المستحيل. فالمصري إذا أراد، استطاع، وإذا قرر، انتصر.
ستظل حرب أكتوبر رمزًا للكرامة والعزة، وستبقى راية النصر خفّاقة في سماء الوطن، ما دام في مصر جيش لا يعرف الهزيمة، وشعب لا يعرف الانكسار.



































































