نفس السبورة… بس المستقبل مش واحد
بقلم: عماد نويجي
مرّ التعليم في مصر بتحولات كبيرة، من أيام “السبورة الطباشير” و”المدرس أبو هيبة”، لحد “التابلت” و”المناهج الجديدة” ومقاطع يوتيوب بديلة عن الحصة.
لكن السؤال الحقيقي: هل تطوّرنا فعلاً؟ ولا بس غيرنا الشكل من برّه؟
أولاً: شكل المدرسة
زمان:
المدرسة مكان له رهبة، وليه هيبة.
الطلاب يلبسوا زي موحّد، ويقفوا في طابور الصباح يسمعوا الإذاعة.
الفصل منظم، والمدرس يتحترم حتى لو بعصاية!
دلوقت:
في مدارس كويسة، لكن كتير جدًا من المدارس الحكومية بقت زحمة لدرجة إن في طلاب واقفين طول الحصة.
الطابور أحيانًا مش موجود، والزي المدرسي بقى شكلي.
علاقة الطالب بالمدرس بقت أضعف، وأحيانًا فيها تحدي أو لا مبالاة.
ثانيًا: المناهج وطريقة التعليم
زمان:
مناهج بسيطة لكن واضحة، بتبني العقل خطوة بخطوة.
المعلم هو المصدر الوحيد للعلم، والكتب الدراسية كانت كفاية.
الحفظ كان موجود، لكن في سياق منظم.
دلوقت:
المناهج اتعقدت، واتغيرت بسرعة من غير تدريب كافي للمدرسين.
الطالب بيتشتت بين الكتاب، والمذكرة، والدروس، واليوتيوب، والتطبيقات.
كتير من المحتوى مش مرتبط بالحياة اليومية، ومش بيشجع على التفكير النقدي.
ثالثًا: مكانة المعلم
زمان:
“قم للمعلم وفِّه التبجيلا”… مش مجرد شعر، ده كان واقع.
المدرس شخصية مؤثرة في المجتمع، ويحظى باحترام الأسر والطلاب.
حتى لو دخله محدود، كان له قيمة رمزية.
دلوقت:
تدهور مكانة المعلم اجتماعيًا وماديًا.
بعض الأسر بتشوف المدرس على إنه مجرد “مُقدّم خدمة” للدروس الخصوصية.
فقدان الاحترام في بعض المدارس بقى أزمة، وخاصة في المدارس الحكومية.
رابعًا: مجانية التعليم والوصول إليه
زمان:
التعليم كان فعلًا مجاني، من أول ابتدائي لحد الجامعة.
الطالب الفقير كان يقدر يوصل لكلية القمة بمجرد التفوق.
دلوقت:
التعليم “نظريًا” مجاني، لكن العملي بيقول غير كده:
دروس خصوصية من أول ابتدائي.
مدارس خاصة بأسعار خرافية.
جامعات أهلية ودولية بقت طريق الأغنياء.
خامسًا: التكنولوجيا والتعليم
زمان:
أقصى تكنولوجيا كانت السبورة، والمسجل في حصة الموسيقى.
الطالب يعتمد على المدرس والكتاب، فقط.
دلوقت:
التابلت، المنصات الإلكترونية، قنوات تعليمية، يوتيوب، وتطبيقات.
ده ممكن يكون ميزة… لكن في غياب الإشراف الجيد، التكنولوجيا بقت مصدر تشتت.
إذًا… هل كان زمان أفضل؟
الحقيقة مش أبيض وأسود.
زمان كان في التزام وانضباط، لكن كان التعليم تقليدي جدًا.
دلوقت فيه أدوات حديثة، لكن من غير عدالة في التوزيع، وضغط نفسي كبير على الطالب.
الختام:
التعليم مش بس مناهج وكتب، التعليم منظومة فيها طالب، مدرس، مدرسة، وأسرة… وكل عنصر محتاج إعادة بناء.
لو عايزين تعليم بجد، لازم ناخد أفضل ما في “زمان” من قيم واحترام، ونضيف له إمكانيات “دلوقت” من أدوات ومعرفة… ونحط الطالب في قلب المعادلة.