هل يُحدث الحداد اختراقًا في مسار التفاوض لانهاء الحرب في غزة؟
عبده الشربيني حمام
وسط تصاعد المعاناة الإنسانية في قطاع غزة واستمرار حالة الجمود السياسي، تتجه الأنظار نحو عز الدين الحداد، القائد الجديد لحركة حماس في الداخل، والذي يواجه تحديات متزايدة في التوفيق بين تطلعات السكان من جهة، ومتطلبات القيادة السياسية من جهة أخرى.
يتواجد الحداد في قطاع غزة، حيث فقد اثنين من أبنائه في الحرب، وتداولت تقارير عن رصد إسرائيل مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه، مما يعكس حساسية موقعه الحالي وتعقيد الظروف المحيطة به. ويُتابع عن كثب ما يجري في القطاع، مدركًا حجم التحديات الإنسانية والسياسية.
ويقول أحد سكان غزة: “الناس في وضع صعب للغاية، وهم بحاجة إلى حلول سريعة، لكن واقع المفاوضات معقّد، والقرارات لا تصدر من الداخل وحده”.
وذكرت مواقع إعلامية فلسطينية أن الحداد يُظهر انفتاحًا على إعادة إحياء المسار التفاوضي، في ظل الضغوط المتزايدة من السكان الذين يترقّبون أي بوادر لوقف الحرب، في وقت لا يزال فيه الخلاف قائمًا بين قيادات الداخل والخارج بشأن سقف التوقعات وشروط الاتفاق.
وقد برز هذا التباين بشكل أوضح في الأسابيع الأخيرة، من خلال تصريحات علنية لمسؤولين في الحركة، حيث أظهرت تقارير إعلامية وجود اختلافات في المقاربة بين قيادة الداخل التي تميل إلى إنهاء الحرب، وقيادة الخارج التي تواصل التمسك بسقف تفاوضي أعلى.
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الحداد تولى مهامه في ظروف صعبة، ويُبدي مرونة نسبية تجاه المبادرات المطروحة، مستندًا في ذلك إلى معايشته اليومية للوضع الإنساني في القطاع.
تقول إحدى الشخصيات المطلعة على الاتصالات الجارية بين الوسطاء والفصائل: “الحداد يدرك الحاجة إلى إيجاد توازن بين متطلبات السياسة واحتياجات السكان، لكن البيئة المحيطة لا تزال مليئة بالتحديات”.
وبحسب تقارير أممية وطبية، فقد أسفرت الحرب حتى الآن عن مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 110 آلاف آخرين، وتدمير نحو 90% من البنية التحتية، فضلاً عن تشريد مليوني شخص، ونحو نصف مليون يواجهون خطر المجاعة في ظل استمرار الحصار وتعطيل دخول المساعدات.
وبينما يترقب الشارع الغزي أي مؤشرات على تغيير في المشهد، يبقى السؤال مطروحًا:
هل يستطيع الحداد أن يكون حلقة الوصل بين الواقع الميداني وتعقيدات القرار السياسي؟
أم أن الضغوط المتعددة ستبقيه ضمن هامش محدود من التأثير؟