بقلم/ عاصم عمر
العطارة حرفة لمن عاش بين أغصانها ، فروعها كثيرة ولكل منها فائدة ، ويتمتع العطار بعلوم ينتفع بها ويخدم مجتمعه بهذه العلوم وكأنه الكيميائى خادم البشرية ..
أدركنا من خلال الإيمان بالرسل ما قرره الرسول صلى الله عليه وسلم ( هلك من قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه ) ..
جميعنا يعلم أن عبدة الأصنام مشركون بالله ، لأنه جل في علاه الواحد الأحد الفرد الصمد ، وهؤلاء مصدر عبادتهم للأصنام كما قرروا بقولهم ( إنما نعبدها لتقربنا الى الله زلفى ) ويعنى هذا اليقين الكامل داخل كيانهم أن هناك إله واحد لا شريك له هو الخالق الأعظم لهذا الكون بكل ما فيه ، القادر على تراكيبه وخلق مصير كل من فيه ..
لماذا ننحنى لغير الله ؟ ألا يعد البعد عن المنهج الذى أعده الله للبشر وإتباع منهج بشرى إنحناء لبشر بما أعد ؟
مصير كل منا معلوم عند الله ولا نهدأ ، بل نخطوا ونكسر جميع القيم والمبادئ الإنسانية وصولآ لهدف مؤقت ، نقدم التنازلات مهما علت مكانتها ووجوب صيانتها ، لماذا نعبد التقى لمجرد أن وجهه مضيئ ؟ ألم يستوجب الأمر علينا أن نأخذ من علومه المأخوذة من الأصل أم نؤمن به ويصبح لنا مصدراً للإيمان؟ وتقى تلو تقى حتى وصلنا لعبادة الأتقياء ( الأصنام سابقاً ) كمؤمنى نوح من الأتقياء ومن بعدهم ..
تتبعنا من ذكرهم التاريخ ولم نصنع صنيعهم بل عبدنا أسماءهم ، بل الأكثر من ذلك أصبحنا المرتزقة التى تقتل تنفيذاً للأمر دون تمييز ، ومن أقرب تلك الأحداث تحرك العالم الإستعمارى تجاه بغداد حينما تعدى على الكويت ، وانتهت اسطورت العراق الذى كان مثل لرعب من حوله ممن عادى العرب والمسلمين كإيران وتركيا وإسرائيل ، وتلك سوريا التى أصبحت مصدراً لتجمع كل طامع لثرواتها من زوى الأسماء الدولية العظمى ، ونرى الأن ليبيا وتحرك قوات الإستعمار التركى وآلهة الحرب ساكنة دون تدخل وكل هذا بيد المرتزقة ممن ينتمون إلى دين الله الإسلام تنفيذآ لآلهة الحرب ..
متى نكون الشرفاء ؟ متى نتمسك بالعصماء ؟ متى ننظر إلى السماء ؟
مأساة نرى نمازجها كل يوم تؤكد أن الأمال بعيدة المنال ، ومضرب الأمثال أنه بإعتبار أن الإنسان مدنيى بطبعه ولا يعلوا إلا بمن حوله من بنى مجتمعه ، فقد سعى البسطاء تقليداً للعظماء لأسوأ جوانب حياتهم البلهاء ، حتى في التقليد أصبحنا كخردة العبيد لا نذهب لحسن الأمثال ورقى المقام بمبدأ المنال ، وحينما يعلوا منا أحد ويصل لوجاهة المقام فأول ما يرتقى يلفظ من كان أرضاً لخصوبته انكاراً واستنكاراً لمهابته ، لا يريد أن يتذكر من كان سبباً في مكانته ، ويظل بمنهج النكران وينسى أنه في نهاية مطافه خسران ..
يجب أن نتذكر ونذكر ولا ننسى أننا من خلق الله جزء من مجموعة عناصر الأرض وأن الأرض بمن عليها أمانة في أعناقنا علينا الحفاظ عليها بأحكام الله ، وليس هناك ملك سوى الملك الواحد الأحد الفرد الصمد ، وأننا بعد قليل سنلحق بمن سبقنا وسيسألنا الله على ما هدانا إليه العقل الذى أنعم الله به علينا دون سائر المخلوقات ..
فتواضع أيها الإنسان ، فالروح فيك لترتقى وليس لتكون أبدياً في الأرض ، فالأرض بمن عليها ذاهبة وأنت بروحك ذاهب إما إلى جنات الله وهو ما نرجوه من الله جل في علاه وإما إلى عذاب جهنم والعياذ بالله ..
حفظكم الله حيث كنتم ..