وليتهم يدركون معنى الويل …!
بقلم / حامد أبوعمرة
رغم نزول سورة المطففين منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام ،والتي من أسباب نزولها لما قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المدينة فكانوا حينئذ …من أبخس الناس كيلاً ، وبها رجل يقال له : أبو جهينة ، ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر ، فأنزل الله ( ويل للمطففين ).لكنهم …أحسنوا الكيل بعد ذلك …أما نحن اليوم في أزماننا ، كم من البشر في بلاد العُرب أوطاني ، والذين هم من كبار القوم ،وسادتهم ومن أصحاب القرار من يسيرون على نهج أبو جهينة فيكيلون بمكيالين في أشياء كثيرة وليس المقصد الميزان فحسب فيفضلون شريحة معينة تنال كافة الحقوق عن الأخرى.. ففي مناحي حياتنا فعلى مستوى الأسر نجد ظلم الابناء من خلال تمييز الآباء للبعض دون الآخر بأن يأخذ زيدا أكتر من زيد ، وحرمان البنات بالمطلق من الميراث بزعم ان البنات لا يورثون ، وحتى في الإصلاح بين الناس في المجتمعات نجد من هم محسوبين على رجال الإصلاح الكثير منهم وليس جميعهم حتى لانظلم او أن نتهمهم بسوء فنجد ان شاغلهم الوحيد ان ينهوا مشكلة أوخلاف بين طرفين متخاصمين فيميلون على الطرف اللين كل الميل وهو صاحب الحق ،وينأون عن المخطيء ، وليس المهم ان يحكموا بما انزل الله مع أنهم يفتتحون بداية الحديث مستندين إلى قول الحق سبحانه وتعالى : ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ۚ واني لا أقول لكل هؤلاء مخاطبا إياهم سوى قول الحق سبحانه تعالى : “وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ”. ولاحول ولاقوة إلا بالله.




































































