ومضات
بقلم: عمر الشريف
نصف الوقت
سُئلت زوجة قبطان في البحرية تقاعد من عمله منذ سنوات، عن أثر العمل في البحرية على حياته الزوجية فقالت: إن زوجي لم يقض في المنزل خلال الثلاثين عاماً التي قضاها في البحرية غير نصف الوقت، وحين أفكر في هذا، أجد أنها كانت حياة زوجية سعيدة بنسبة خمسين بالمئة على الأقل.
…..
تكملة الوقت
في الحديقة يجلس رجل مُسن يُخرج من جيبه الأيمن ساعة ينظر فيها، ثم يُخرج من جيبه الأيسر ساعة أخرى ينظر فيها أيضاً، عندما سُئل: لماذا تحمل ساعتين ؟ أجاب: إحداهما عقرب الساعة فيها مكسور والأخرى عقرب الدقائق فيها هو المكسور، وبالنظر فيهما معاً أعرف الوقت بالضبط، وكان هذا الرجل هو القبطان.
….

طول الوقت
وهي تسير في الشارع تذكرت أنها منذ سنوات تقوم بتعبئة حياتها داخل كراتين ورقية، كان وقتاً مؤلماً، ظلت تلك الكراتين ساكنة تضعها في أبعد ركن من شقتهم، كلما حاولت أمها فتحها ترفض وتخبرها أن ما بداخلها لن تستخدمه الآن ولا داعٍ لفتحها، فتصورت وهي تسير في الشوارع أن هناك رجلاً يبيع كراتين معبأة بحيوات الناس، وأنها ستتوقف للمشاهدة فقط ولن تشتري، ينادي في خيالها الرجل على بضاعته وهو يَعِد الزبائن أن ما فاتهم يمكنهم تعويضه، وأن كراتينه مليئة بالضحكات والنُكات وأنها مزدحمة بأمنيات وأحداث سعيدة، وهناك أيضاً أحلام مؤجلة، فرصة عظيمة لمن لا يدري أصول اللعبة، يعدهم ببضاعة لا تنتظر أحداً، فتتخيل أحد الزبائن يسأله عن صلاحية تلك الكراتين، فيبلغه أنها تجدد نفسها مع الأيام،
وكانت هذه الفتاة ابنة القبطان والزوجة.