مشاهدات: 102
و ماذا بعد ؟؟؟!!!! سؤال يلوح فى أفق أسود …
بقلم : نجاح الجمال
و ماذا بعد ؟؟؟؟؟
أخطرت إثيوبيا كلا من مصر والسودان قبل ساعات بالبدء فى عملية الملء الثانى لخزان سد النهضة بعد البدء فى الملء فعليا بيوم كامل وقبل الموعد المحدد والذى كان مقررا له 22 من يوليو الجارى لتحجز ما مقداره 13.5 مليار متر مكعب من المياه وهو ما يعادل ثلاثة اضعاف حجم المياه المختزنة فى الملء الأول…
وقبل الذهاب لجلسة مجلس الأمن المقرر عقدها فى الايام المقبلة والتى لن تقدم ولن تؤخر قيد أنملة فى الموقف الإثيوبى المتعجرف وربما ألزمت مصر والسودان وقيدت قدراتهما على اتخاذ فعل عسكرى تجاه السد …
سؤال صامت وصرخة مكتومة فى حناجر كل المصريين مؤيدين ومعارضين ..
أين الرافال والميسترال و F 16 و الأباتشى اللاتى اثقلت كاهل ميزانيتنا و لم نسدد أثمانهم بعد وإنما سيقع عبء تسديد أثمانها الباهظة على هذا الجيل وجيلين آخرين تاليين أين جنود الفرعون الذين يهرعون لوأد من يريدون تعطيش وتجويع وتركيع مصر ومتى يتحركون كما تعلمنا من بردياتنا وجدران معابدنا ؟؟؟؟
إن لم نستخدم تلك القدرات العسكرية الفائقة الآن فمتى نستخدمها ولأى عدو تم شرائها إن لم يكن هذا العدو الفاجر الذى يود إبادتنا عطشا فى معركة غير شريفة ولا تدار بمنطق الفرسان النبلاء و إنما بمبادىء اللصوص وقطاع الطرق
لقد فشلنا فشلا ذريعا على طول الخط من لحظة اتفاق مبادىء مارس 2015 م الذى أضاع حقوق مصر التاريخية والقانونية والواقعية فى حصتها المائية الراسخة والمعترف بها دوليا وحتى اللحظة الآنية نمارس بكل كبرياء فارغ نفس الفشل المتغطرس فى ملف التفاوض البائس وتفرض علينا إثيوبيا العظمى كل إرادتها ونحن بلا حول ولا قوة …
ولم يبق لنا سوى الحل العسكرى بعد انسداد كل الأفق السياسى والدبلوماسى والاحتجاجى لدى الهيئات الدولية المتفرجة حينا و المتواطئة حينا والمتكالبة علينا أحيانا أخرى..
وللأسف الشديد بعد هذه الضربة الحبشية الاستباقية بتقديم موعد الملء الثانى لم نعد حتى نملك خيارا استراتيجيا و عسكريا سيقف العالم كله امامنا ان تحركنا فى اطاره للحفاظ على مصالحه المشبوهة …
منذ سنوات ونحن وجميع المخلصين من قاصى البلاد و دانيها ننادى بأعلى الصوت يا اصحاب مصر وجيوشها وذوى السيادة والسلطان فيها هلموا لحسم الأمر فلم يعد فى القوس منزع وفرغت الكنانة من سهامها ونالنا ما نالنا من اتهامات ساذجة تارة وخبيثة احيانا اخرى بالخيانة والعمالة ولكننا لم ولن نسكت على ضياع مصر وموتها عطشا ابدا و اوضحنا مرارا أن السياسة المهادنة والمتقاعسة المتخاذلة اوردتنا المهالك ولم يعد لدينا اى خيارات مطلقا سوى معركة صفرية كنا فى غنى عنها تماما لو اننا امتلكنا زمام المبادرة وحددنا الزمان والمكان لها وأسلحتها وكيفية إدارتها ولكنه الغباء السياسى والضعف العسكرى والحول الاستراتيجى فلدينا القدرة الفورية على ضرب ليبيا فى سويعات ونشر الجنود فى سيناء بل والقدرة على الحرب خارج الحدود كما حدث فى اليمن سابقا واثناء معركة تحرير الكويت ونرسل جنودا هنا وهناك فى إطار بعثات الامم المتحدة و لكننا بكل اسف لا نملك فعلا حقيقيا على الأرض تجاه تهديدات إثيوبيا من أكثر من عقد كامل من الزمان عشر سنوات كاملة مضت ونحن نقف مكتوفى الأيدى ونسير فى محلنا وندور فى فلك مغلق ودائرة مفرغة …
ولست مع أو ضد ولست بصدد تصنيف أو فرض رؤية أحادية الجانب قد أتبناها ويرفضها غيرى حتى من أبناء الشعب المصرى المسكين الذى اصبح مغلوبا على امره بكل اطيافه واتجاهاته بله قياداته
و لا اريد أن ادخل معركة جدل بيزنطى وسفسطة عقيمة لن تفيد أى احد سوى العدو.. و لذا نؤكد أن ترتيب هرم الأولويات أمام صاحب السلطة الفعلية بمصر الآن ليس واضحا مطلقا ولا يليق بتاريخ وجغرافية مصر العظيمة فلسنا مهما ضعفنا أقل من أجدادنا الفراعنة الذين دونوا على جدران معابدهم ما يؤكد سرعة رد فعل الفرعون وجنوده البواسل تجاه أى خطر يهدد مصر وشعبها فى أمنها المائى وليس هذا الجيل مهما خنع وجبن أقل وطنية وقدرة من المملوك الذى حافظ لنا على مياه النيل منذ أكثر من خمسمائة عام حيث استنفر السلطان قنصوه الغورى جنوده النشامى و قضى على أحلام الأحباش فى مهدها حيث كانوا يخططون لخنق مصر مائيا بنفس الكيفية التى تحرى الآن وذلك فى معركة مصوع الشهيرة وأبادهم جميعا ليذهبوا إلى الجحيم وتظل مصر هبة النيل إلى الآن …
المعركة الآن صفرية ولا مجال لمزايدات غبية وترهات تافهة والمصريون جميعا فى ضنك شديد وألم دفين .. فمصر دخلت حيز الفقر المائى بالأساس قبل الشروع فى وضع حجر اساس سد الخراب والموت بناء على معلومات وتقارير دولية ومحلية موثوقة فما بالنا بعد اكتمال البناء واستكمال التخزين ؟؟؟
سؤال مباشر وصريح وواضح لا لبس فيه موجه لولاة أمر هذه الأمة المنكوبة المكلومة ويجب عليهم جميعا أن يجاوبوا عليه فورا فنحن لا نملك رفاهية الوقت فليس السؤال اختياريا كما يظنون انما اجباريا لانها معركة المصير النهائية فإما حياة عزيزة كريمة أو شهادة شريفة فى سبيل الأبناء والأحفاد من الأجيال القادمة أو موت محقق ذليل جوعا وعطشا ولهم الاختيار …
إنه الماء يا سادة .. الماء لمن لا يعرف أو يفهم… وجعلنا من الماء كل شىء حى
أفيقوا من سباتكم يا نوام القصر أو تنحوا جانبا واتركوا الساحة لقادرين فاعلين غيركم ليقيلوا عثرة هذا الشعب المنكوب …