ياسين بطل الحكاية ….ياسين و الكهل
بقلمي . ماجي المصري
منذ انفجار قضية الطفل ياسين طفل دمنهور وما تعرض له من اعتداء جنسي وحشي علي مدي عام كامل
تلك القضية التي شغلت الرأي العام واشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بكافة تطبيقاتها
ولا احاديث تعلو علي حديث قضية ياسين فأصبح ياسين بطل الحديث في كل بيت وحديث كل الناس وحديث كافة المنتصات الإعلامية
أما أنا فقد أثرت الصمت وعدم الحديث عن القضية من قريب أو بعيد فقد كنت اجلس في مقاعد المتفرجين
حتي صدر أمس حكم رادع من القضاء المصري الشامخ علي الجاني العجوز الذي ارتكب جريمة يندي لها الجبين جريمة بشعة في حق طفل صغير لا حول له ولا قوة
أولا اتوجه بالشكر للسيدة المصرية العظيمة ام ياسين
تلك السيدة الشجاعة التي تحملت كل انواع الضغوط من تهديد بالقتل الي الرشوة الي خطف طفلها وقتله الي والي والي وهي صامدة صمود الجبال
ووقفت في وجه الجميع تحارب وحدها دون سلاح تحارب وتطرق كل الابواب بحثا عن حق ابنها الذي تعرض لمؤامرة من الجميع
وحقيقة لا اعلم ما ذنب هذا الصغير ليتعرض لكل ما تعرض له من قمع واعتداء و تأمر من الجميع
تلك الأم العظيمة التي دعمت ابنها نفسيا ومعنويا واشعرته أنه ضحية حقيقة وانها جيشه الذي خلق لحمايته والدفاع عنه ومساندته حتي يحصل علي حقة من الجاني الحقير
فالقضية ليست مجرد حادث فردي لشخص شاذ يعتدي جنسيا علي طفل صغير
ابدا
للقضية ابعاد اخرى غريبة ولا يوجد لها تفسير حتي الآن
ياسين طفل ست سنوات في مدرسة ذات طابع ديني وتتبع كنيسة والمفترض أن يكون القائمين على تلك المؤسسة التعليمية علي قدر ومكانة من العلم والدين والخلق القويم
لكن ما حدث كان غريب جدا جدا
شخص عجوز في نهاية العقد السابع من عمره اقل ما يوصف به أنه حيوان حقير عفوا فهو لا يرتقي لمنزلة الحيوان بل هو ادني منزلة من الحيوان بكثير
يقوم بالاعتداء الجنسي الوحشي علي طفل صغير لمدة عام كامل مع تهديد الطفل بالقتل إذا تكلم أن يقتله هو ووالده
وهنا يطرح السؤال نفسه هل ياسين هو الضحية الأولي لهذا المجرم الجبان الحقير
ام كان هناك مئات ياسين قبله و اثرن الصمت خوفا من الفضيحة او عدم القدرة علي المواجهة
سؤال لابد له من إجابة بالبحث في تاريخ ذلك الحقير
وليست المصيبة في هذا العجوز الحقير وحده
تكمن المصيبة في جميع الأطراف التي كان لها يد في التنكيل بهذا الصغير تعيس الحظ الذي أوقعه حظه العاثر في يد لا يرحم
فقد كان هذا العجوز عندما يريد أن يختلي بالطفل يرسل الدادة الي الفصل تأتي له بالولد الصغير وهي تعلم تمام العلم ماذا يصنع هذا الجبان بالطفل الصغير
وكانت تسمع صرخاته دون أن تحرك ساكنا أو حتي تمتنع أن توصيل الضحية للجلاد
وهنا يأتي دور معلمة الفصل التي قالت في اعترافات النيابة أنها كانت تشك أن الطفل يتعرض للاغتصاب علي يد هذا العجوز حتي عندما اعرف لها الصغير بما يحدث له فهي ايضا لم تحرك ساكنا
وكانت المصيبة الكبري في مديرة المدرسة التي أنكرت الواقعة ودافعت عن الجاني بكل ما اتوتيت من قوة واتهمت الطفل بأنه كاذب ومريض نفسي
عقلي غير قادر علي استيعاب المؤامرة ولا أستطيع أن أتخيل أن يتآمر كل هؤلاء علي طفل صغير مثل ياسين
اين ذهبت القيم والمبادئ والخلق القويم
اين ذهبت الرحمة من قلوب هؤلاء
اين ذهبت النخوة والشهامة وإغاثة الملهوف
هل ماتت الإنسانية والرحمة في قلوب كل هؤلاء
اين حق ياسين من هؤلاء
لماذا لم يتم محاكمة كل هؤلاء ووضعهم في قفص اتهام واحد
الدادة ومعلمة الفصل ومديرة المدرسة ادوات الجريمة الكاملة التي ارتكبت في حق ذلك الصغير
فهي قضية تفوح منها رائحة خبيثة قضية مثيرة للاشمئزاز والقرف من كل من له صله بها
وقد حاول المغرضون تحويلها الي فتنة طائفية بين المسلمين والأقباط واشغال فتيل الفتنة لكن هيهات فقد أخذت القضية المسار الصحيح حتي قال القضاء العادل كلمته وحكم بالسجن مدي الحياة علي الجاني العجوز
وإن كنت اري أنه حكم غير رادع فقد كنت اتمني أن يحكم علىه بالاعدام حتي يكون عبره لمن يعتبر ويكون الجميع في قفص الاتهام
ولشيفي غليل الرأي العام
شكرا مواقع التواصل الاجتماعي التي أشعلت القضية وحولتها الي قضية رأي عام
شكرا محامي الصغير الذي تبني القضية دون أن يتقاضى اي اجر عن الدفاع عن ياسين وحصوله علي حقه من الجاني الحقير
شكرا القضاء المصري الشامخ الذي قال كلمته
شكرا لكل من ساند تلك الأم الشجاعة التي وقفت في وجه الجميع لتنل حق صغيرها
كلمتي لكل ام
همسة في اذنك سيدتي الام
انت صمام الأمان لأبناءك
لا تجعلي اي شي في الكون يشغلك عن الاهتمام باولادك
اجعلي أولي اهتماماتك هم اولادك فهم ثروة حياتك
اجعلي بينك وبين صغارك حوار مفتوح وبشكل يومي
اسالي اطفالك
عملت ايه النهاردة في المدرسة أو النادي او اي مكان يتواجدون فيه بمفردهم بعيدا عن عيونك
اساليهم اذا احد ضايقهم أو تجرأ عليهم بالقول أو بالفعل
علمي اطفال معني اللمسات الخبيثة التي تلمس أجزاء حساسة من أجسادهم
علمي اطفالك عند تعرضهم لاي لمسات خبيثة يجب عليهم الابتعاد عن الشخص المؤذي الخبيث ثم الاستغاثة بأقرب شخص لهم دون خوف أو حرج
علمي اطفالك كيف يكونون حريصين علي أنفسهم حتي لا يكونوا عرضة لاصحاب النفوس المريضة
فتشي في ملابس اطفالك الداخلية وتابعي اطفالك بعيون الصقر وقال الاندم لا تغفلي عنهم ولا تنشغلي بشئ ياخدك منهم
واجعلي المقربين منهم تحت ملاحظاتك بشكل دائم فنحن في زمن عجيب لا يؤتمن