يوم في رحاب جامعة قناة السويس بالإسماعيلية
لواء دكتور/ سمير فرج
مقالي الاسبوعي في جريدة المصري اليوم السبت الموافق ٢٣ اغسطس ٢٠٢٥
تشهد مصر حاليًا نهضة كبيرة في مجال التعليم العالي، وحقيقي يجب أن يقال إن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الذي وضع هذه الاستراتيجية نحو شكل مصر في التعليم العالي وينفذه حاليًا بكل براعة وإتقان، ومعه د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي.
فبعد أن كان عدد الجامعات المصرية عام 2014 هو 50 جامعة فقط، أصبح الآن في مصر 128 جامعة تعمل بالفعل، وفي انتظار 10 افرع لجماعات أجنبية، حتى يصل العدد إلى 158 جامعة متميزة، منها 28 جامعة حكومية، و27 جامعة خاصة، و72 جامعة أهلية، و12 جامعة تكنولوجية، و9 أفرع لجامعات أجنبية، و10 جامعات باتفاقيات دولية.
على أي حال، بدعوة كريمة من الأستاذ ناصر غندور، رئيس جامعة قناة السويس بالإسماعيلية، حيث تم استضافة فعاليات الملتقى الأول للجامعات يتضمن 14 جامعة من مدن القناة. في جامعة قناة السويس التي تم إنشاؤها بعد نصر أكتوبر العظيم عام 1976 بقرار من الرئيس السادات، حيث بدأت بثلاث كليات، وتوسعت إلى 23 كلية عام 2006 في المقر الرئيسي بالإسماعيلية، إضافة إلى أفرعها في بورسعيد والسويس والعريش.
في عام 2016، تم فصل الكليات الثلاث لتصبح جامعات مستقلة، وأصبح مقر الجامعة الرئيسي في الإسماعيلية يضم الآن 17 كلية وثلاثة معاهد، منها معهد فني تمريض. وبتحليل الأرقام نجد أن الجامعة بها 2885 عضو تدريس، وإجمالي العاملين بالمستشفيات والجامعات والوحدات الصحية 5184 فردًا.
وبنظرة إلى أعداد الوافدين في مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا، فهم 193 طالبًا، وأعداد الطلبة ذوي الإعاقة 524 طالبًا، وأعداد المصريين في الدراسات العليا 44,287 طالبًا. ومن خلال هذه الأرقام يتضح لنا قوة وقدرة وامكانيات هذه الجامعة في تقديم الخدمة التعليمية في مصر وفي مجال شهادات الأيزو. فقد حصلت إدارة الجامعة على شهادة الأيزو للعام السابع على التوالي، كما حصلت ستة كليات على شهادة الأيزو، وهي: كلية الزراعة، وكلية التمريض، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية العلوم، وكلية الطب البيطري.
وفي مجال التصنيف الدولي للجامعات، جاء طبقًا لتصنيف “شنغهاي” الدولي لعام 2022 دخول الجامعة لأول مرة، وجاءت في المركز من 901 إلى 1000 جامعة. وفي تصنيف “Times Higher Education” جاءت في المرتبة من 101 إلى 600 جامعة. كما حصلت 15 مجلة علمية صادرة عن الكليات ومعاهد الجامعة على تقييم سبع نقاط، وفقًا لأحدث التصنيفات، وهو أعلى تقييم من بين الجامعات المصرية في يوليو 2025.
ومن أبرز ما تتميز به الجامعة عن باقي الجامعات في مصر. هو وجود معهد “كونفوشيوس” بكلية الآداب، لتعليم اللغة الصينية، والذي أُنشئ عام 2008، وهو خامس معهد ضمن سلسلة معاهد أنشئت في 550 موقعًا حول العالم من الصين طبقا لتقديرات دولة الصين. وهذا يدل على ارتفاع المستوى العلمي لهذا المعهد، الذي يقدم كل عام نحو 100 منحة للدراسة في الجامعات الصينية، كما يقدم محاضرات للأطفال من سن 8 إلى 15 عامًا لتعليم اللغة الصينية في المدارس المصرية، وينظم دورات للغة الصينية للمصريين والعاملين في الشركات الصينية في مصر.
ومن هذا المنطلق حصل المعهد على جائزة التميز الأولى في نشر اللغة الصينية عام 2019 على مستوى 500 معهد صيني في العالم. كما تعاونت جامعة قناة السويس مع مختلف الجامعات والمعاهد العلمية في مصر، وعلى رأسها أكاديمية ناصر العسكرية، التي تنظم دورات داخل الجامعة في استراتيجية الأمن القومي، والتي تستمر لمدة خمسة أيام، ويحصل الطالب بعدها على شهادة من الأكاديمية.
كذلك هناك دورات في إدارة الأزمات، والقيادة، والريادة. وتتميز الجامعة بوجود كليات مختلفة تمامًا عن باقي الجامعات المصرية، مثل الكلية المصرية الصينية التكنولوجية. ونظرًا لأن رئيس الجامعة الدكتور ناصر درس في الصين وحصل على الدكتوراه من هناك، فقد كوَّن صداقات كثيرة في الصين، الأمر الذي ساعد على حصول الجامعة على أكبر منحة من الصين في شكل أجهزة ومعدات علمية وتقنية بتكلفة 10,400,000 دولار، تشمل معامل دروس تكنولوجية، ومعمل الاتصالات، ومبنى الميكاترونيك، وهي من أحدث المعامل المتقدمة في مصر.
ولا أبالغ إذا قلت إنها معامل فريدة ليس لها مثيل في مصر. ومن هذا المنطلق، فإن جامعة قناة السويس تشارك في معظم المؤتمرات العلمية التي تتم في الصين، كما أنها تستضيف معظم المؤتمرات المصرية الصينية التي تتم في مصر، مثل مسابقة “جسر اللغة الصينية العالمية” بمشاركة العديد من الجامعات المصرية والعربية، وكذلك استقبال وفود الجامعات الصينية في مجال الزراعة والتعاون في بحوث علمية مشتركة.
وهذا الأمر، من وجهة نظري، يدعو لأن تكون هناك مستقبلًا جامعة صينية في مصر، يكون مقرها محافظة الإسماعيلية، نظرًا لوجود كلية صينية بالفعل في هذا المكان، خاصة أن التقدم العلمي في الصين حاليًا يشهد تطورًا كبيرًا.
ولقد لاحظت اهتمام الجامعة بالأنشطة الطلابية التي تحقق للطلاب المشاركة في جميع الأنشطة والمشروعات التي تنفذها الدولة. وكانت زيارة الرئيس السيسي للجامعة علامة بارزة في تاريخها، وكذلك مشاركة الطلبة في العديد من أنشطة القوات المسلحة، مثل زيارة القاعدة البحرية في بورسعيد، وقيادة قوات المظلات، وغيرها من الفعاليات العسكرية.
ولقد أدهشني أيضًا حضور الكلية بطولة العالم للفروسية التي أُقيمت في القاهرة، إضافة إلى زيارات للأنشطة الدراسية في توشكى.