رواية حجر السعادة : ندرة الأفراح ووفرة الأتراح
تحليل ومراجعة : نبيل طه كاتب عراقي
يشرق علينا أزهر جرجيس بنتاجه الروائي الثاني ، حجر السعادة الصادر عن دار الرافدين 2022 ، الذي ميزته حبكة قدمها جرجيس بأسلوبه الساخر والفكاهي المتزن والممتع ، باسطا أحداث الرواية أمام القارئ بلغة سردية ، بدا عليها النبوغ والدربة والدراية ، والتي لن تترك مفراً للقارئ ، إلا بحثّ الخطى نحو معرفة مآل ما سيحدث ، لكيمو أو كمال بطل الرواية وقطب رحى أحداثها ، ذاك من كشرت أنياب الحرمان والعوز في حياته منذ نعومة أظفاره ، ولاحقته أحداث جسام بالكاد استطاع الإفلات والنجاة من قبضتها ، جاءت الرواية باثنين وثلاثين فصلا ، لم يكد يخلو فصل منها من حدث يشتبك بما قبله او سيكون له أثر في القادم منها ، سيكون القارئ مع كيمو (كمال) الذي وثب اهتمامه باكرا نحو التصوير الفوتوغرافي ، منذ ومضة كاميرا موريس أفندي الأولى في المدرسة ، وانتهاءً بأستوديو العم خليل المصور ،

الذي شكل جزيرة هناءً له بعد أن تقاذفته أمواج البؤس والوجع والخوف ، ومن هناك نبدأ قطع تذكرة رحلتنا مع كمال المصور الجوال ، في أزقة بغداد وشوارعها والعاشق لنادية محظية القلب الأولى والأخيرة ، وإن عز الوثاق بينهما في بادئ الأحداث ، ومن ثم اللقاء على أطلال الذكريات لمدينة بغداد ، حيث توالت عليها الحروب والحصار ودوي المفخخات وسطوة المسدس الكاتم ، لن ابتغي حرقا للرواية وأحداثها ، لكن قراءتها بحق هي محض رحلة ندرت فيها الأفراح وتجلت فيها وفرة الأتراح .