جريدة حكاية وطن / لمحة مأساوية لاحداث الوطن
للكاتب الاستاذ : محمد عبد المجيد خضر
بكل معاني الحزن والأسى نورد ما آلت اليه أوضاع دول عربية شقيقة من جراء الربيع العربي او الخراب العربي ،
ما يدعو الى الحزن والاسى ان الخراب والفرقة حدثت بايادينا نحن شعوب العرب الساذجة ، التي تعلم ما يحاك لها من مآمرات ومع ذلك ينفذون ارادة قوى الشر بأعين مغلقة بلا وعي ولا إحساس ، ويتناحرون فيما بينهم بغباء يجعلنا أمة ضحكت من جهلها الأمم .

وأبدأ بالسودان الشقيق الذي ينحدر الوضع فيه ولا تقدم إطلاقًا ، فقد تظاهروا واعلنوا رفضهم للعسكر ولما خرج الجيش من المعادلة بتصريح عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ، بعدم الانخراط باي مفاوضات أو حوارات او مناقشات بين المكون المدني والسياسي ، وان الجيش سوف يقوم بمهام حماية الدولة وحدودها ، لكنهم لم يتفقوا ولم يجدوا مبررا لفشلهم كما كانوا يفعلون من قبل حيث يلقون اللوم على العسكريين ويتهمونهم بالانقلابيين ، وانهم سببا رئيسيا لعدم الإتفاق !!؟. ، ما زاد الطين بلة ان الصراع إنتقل للقبائل ففي ولاية النيل الأزرق تقاتلت قبيلتان فيما بينهم ، ليس مهمًا السبب ولكنها مؤشرا خطيرا جدا حيث ظهرت اسلحة وجيش لكل قبيلة وقتلى ، فاصبح الوضع ينحدر أكثر مما يتقدم وما زال هناك من يتشدقون باستمرار الثورة وأتسأل ثورة من على من .
في العراق فحدث ولا حرج صراعات وصدامات حتى الشيعة لم يتحدوا على رأي واحد ، وخلافات على تحديد رئيس للجمهورية ، وايضا اختيار رئيس للوزراء بعد ولادة متعسرة لاختيار محمد شيعة السوداني ، وحيرة وشد وجذب وبين رفض له وطلاطم امواج المعارضة وخروج اتباع الزعيم الشيعي مقتضى الصدر من المشهد ورفض لهذا الاختيار ، ومواقف تعبر عن اجندات خارجية منها الايراني والامريكي والتركي ، ومنها لقوى عربية و ايادي كثيرة تجعل الوصول لحل شبه مستحيل ويحتاج لمعجزة ، ويعيش العراق فراغ سياسي غير مسبوق وسط تظاهرات وقتلى وبين رفض وموافقة بين السياسيين والبرلمان وربنا يستر .
ولو نظرنا الى لبنان فان الوضع أسوأ بكثير فهناك فراغ دستوري كبير وضياع وفقدان للقرار ، وسخط شعبي رهيب وصراع الشعب مع البنوك للحصول على ودائعهم، وصدامات وترسيم حدود مع إسرائيل في ظل ضعف وهوان وغياب للسلطة ، فقط حزب الله وحسن نصر الله هم المسيطرين على البلاد والعباد ، ويدينون بالولاء علنًا لايران ، ويدعون لنفسهم لكل الخير ويلقون بالائمة في السلبيات على كافة المكونات الأخرى مما يجعل لبنان رهينة بيد حزب الله .
المصيبة الكبرى في ليبيا فمنذ تم قتل القذافي بأيدي شباب جاهل غير واعي وبتحريض ومساعدة من المخابرات الأمريكية ، لم تذق ليبيا طعما للاستقرار ولا الراحة ، فمن فايز السراج عميل تركيا البغيض الى الدبيبة الولد الشقي المنتهية ولايته لرئاسة الوزراء والمحمي بميليشيات يصرف عليها من اموال الشعب الليبي ، ثم فتحي باشاغا رئيس الوزراء المنتخب وصراعهما المخجل المضحك المبكي وبينهما حائر جيش بقيادة منفصلة عن الاثنين للمشير خليفة حفتر وكل منهم يستحوذ على جزء من ايرادات بترول ليبيا للصرف على ميليشياته والشعب في ضياع وظلام وأيضا كل من هؤلاء يتبع اجندة مختلفة عن الآخر ولا يعبأ احد منهم بليبيا الوطن الجريح وتحولت ليبيا لاضحوكة بلد بحكومتين بقيادة طفلين متناحرين .
وفي مراجعة لاحوال اليمن نجد ان ابعد اطراف عن صلب النزاع هناك هم اليمنيين وهم مجرد عساكر في لعبة الشطرنج بلا تأثير ولا فاعلية ، والامر كله مرتبط بإيران والمبعوثين الذين يسترزقون من رشاوى الحوثيين وقوى الشر العظمى التي لا تود انهاء هذا النزاع وملأوا الميديا وشاشات الفضائيات بمحللين يمنيين يرددون نفس القصص لأكثر من سنتين والوضع محلك سر .
هذا ونكمل غدا بامر الله ان كان بالعمر بقية ..