.. سيكلوجية النصر وفلسفة التقدم ..
ناصف ناصف
قال تعالى : ( وَلوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ) ( الجن:16 )
نحن أمة لا تموت لكنها تحتاج منا إلى لحظة صدق مع الله ..
قد بكى أبو الدرداء عند فتح قبرص .. فقيل له : ( تبكي في يوم نصر الله فيه دينه وأعز فيه جنده فقال رضي الله عنه : أبكي على حال هؤلاء الذين عصوا الله فسلطنا عليهم، وأخشى أن يأتي يوم يقصر فيه المسلمون في طاعة الله فيسلط عليهم عدوهم) ولا شك أن الحالة التي خاف منها واليوم الذي أشفق منه أبو الدرداء هو ما وصلنا إليه.
إن الخير في الإسلام باق ما بقيت السماوات والأرض والي أن يرث الله الأرض ومن عليها .. أبي من أبي .. وشاء من شاء …
وإذا أردنا أن نختصر أسباب النصر وفلسفة العزة والكرامة فإننا نستطيع أن نقول : إن الله أعزنا بالإسلام فمتى ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله ..
نحن أمة تنتصر بطاعتها لله واتباعها لرسولها، وتنهزم وتنكسر بعصيانها لله وبعدها عن سنة نبيها العظيم ..
إن في كل مرحلة من مراحل التاريخ لابد أن يكون هناك ملاحم مقدسة شريفة تظهر معادن الرجال ومعادن الشعوب وهوية الأنظمة وتوجهاتها للخروج من مراحل الظلمات والذل والقهر والضعف والهوان والتأخر الي مرحلة النور والحرية والكرامة والعدالة والتقدم والرقي ..
إن العمد المتعمد الدائم بوضع كل خطط العرب لمعالجة أزماتهم العربية ومشكلاتهم العامة في شعارات جوفاء وعنتريات فارغة مقصود به عدم تغيير حال العرب وعدم تقدم هذه الأمة .. ذلك وأن الشعارات الجوفاء والعنتريات الفارغة لو كانت تغير حالا لأصبحنا اليوم في مقدمة الأمم ..
وعلي ذلك فلابد من الوعي التام والفهم الحقيقي بأنه لا اختلاف بين أهداف الأعداء في الخارج والداخل وأهداف المنافقين بيننا والعملاء .. فكلاهما وجهان لهدف واحد وهو تفقير وتجهيل وتمريض وتأخير الأمة وتفكيكها من الداخل وكسرها .. وكأننا نتعمد الفعل تلو الفعل لتمرير كل خطط الهيمنة والسطو لأعدائنا علي كنوزنا العربية وعلي مقدرات شعوبنا ..
الي كل عقل يقظ وكل ضمير حي أفرادا وشعوبا أحزابا ومؤسسات يجب أن نقرأ المشهد الحقيقي لهذه التساؤلات :
من المسؤول عن تدمير القيم والمبادئ والأخلاقيات بين الناس وتحويل مجتمعاتنا العربية الي حظائر من الأغنام والأبقار ..
من المسؤول عن دفع مجتمعاتنا العربية بالفقر والقهر والذل والمرض الي أن يكونوا إرهابيين ومجرمين .. ثم نجعل من ذلك ألف مبرر لقتلهم واعتقالهم وسجنهم ..
من المسؤول عن العمد المتعمد من إلغاء الأديان ..والحرب الشرسة علي المؤمنين ..
من المسؤول عن تجهيل وتتفيه عقول العرب وذلهم وقهرهم وتجهيلهم وضرب ملفات التعليم والصحة والبحث العلمي ..
الي أي منطق نستند وأي خير ننتظر وقد أغلقنا بيوت الله في الأرض وقطعنا أوصال المؤمنين ..
الي أي منطق نستند وقد أغلقنا باب الوضوء والطهارة والنظافة لنقلل جباه الساجدين الي الحق ..
الي أي منطق نستند .. وأي عقول ندير بها الأشياء ..