بداية الانهيار
بقلم عبير مدين
توازن القوى كلمة السر لنجاح أي منظومة و استئثار فصيل واحد بالزعامة حتى وأن كان قوي يجمد أي خطوة على طريق التطور بل قد يصنع مشاكل لا حصر لها ففي عالم الرياضة قد تسلط الأضواء على فريق ما لتلميعه وجعله الأعلى شعبية وقد تظلم الفرق المنافسة من اجل أن يحتل بلا منافس المقدمة بما يسبب إحباط لباقي الفرق وضعف للنشاط الرياضي في البلد فالتنافس الشريف يكسب اللعبة تشويقا و بهجة.
وما ينطبق على الرياضة ينطبق على كافة المجالات ففي مجال السياسة اعتدنا على وجود قطبين منذ القدم الفرس و الروم ، انجلترا وفرنسا ، أمريكا والاتحاد السوفيتي . قوى كانت تحكمها قوانين وسياسات تعرف قواعد اللعبة قد تخرقها أحيانا لكن في الغالب تسير وفق أسس وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانفراد أمريكا بخيوط أللعبه كادت الخسارة تطرق بابها وباب العديد من الدول المصنعة للسلاح فكان لابد من استحداث فصيل يروج هذه المنتجات فطلت علينا الجماعات الإرهابية بوجهها البشع تعيث في الأرض فسادا بكل همجية احدهم يمولها بالسلاح فتهرع الدول لشراء أسلحة للدفاع عن نفسها كما أصبحت المعارضة في بعض الدول اشد فتكا من القنابل النووية فشطرت الدول إلى أجزاء وأصبحت العديد من الدول في مستنقع التناحر ولا ادري ان كانت الجماعات الإرهابية منتشرة على هذا النحو المخيف أم أن الإعلام يضخم من حجمها حتى يجبر الدول لشراء المزيد من السلاح وهنا يراودني سؤال في كل الدول التي احتلتها داعش كان هناك الآلاف من الضحايا والشهداء المدنيين فأين ذهبت جثث قتلى داعش ؟ في حرب التحرير سواء في سوريا أو العراق أين مقابر تلك الجثث ؟
النتيجة الحتمية لأي هيمنة لفصيل وضغط لكبت المعارضة و المنافسة هو الجمود ثم التمرد و الفوضى ثم الانهيار
اخشي ما أخشاه أن يؤدي استئثار فصيل سياسي في مصر بالسلطة أن نعود لنقطة الصفر وان نعاني ما عانيناه مع انفراد الحزب الوطني بالسلطة فأصابنا الجمود سنوات قاد البعض للتمرد ثم دخلنا نفق الفوضى لولا ستر الله لتمزقت الدولة التي يجب أن تعمل على دعم القوى السياسية الصغيرة وتتيح لها المجال لتدخل حلبة المنافسة الحقيقية فكلما كانت المعارضة قوية كانت السلطة الحاكمة قوية كانت الدولة قوية
فمقياس القوة هو المنافسة وليس أن أبدو قويا بالمقارنة بمن هو اضعف مني
لن يستقر العالم بتغريد امريكا منفردة . لن نصل كأس العالم في ظل ضعف معظم الفرق الرياضية . لن نصبح دولة قوية بحكومة كل وزير يعزف مقطوعة منفردا . ومجلس نواب دفع اعضاءه الملايين لجني مكاسب شخصية بعد ذلك في مقابل مواطن اصبحت يديه وقدميه مكبلة بالتزامات اعلى من دخله ووضع شريط لاصق على فمه مكوناته مجالس نيابية ونقابات لا تسمع منه ولا تتحدث بلسانه
لن نحقق استقرار و تقدم بهيمنة فصيل واحد سواء على المستوى المحلي أو العالمي والنتيجة الحتمية لكل ذلك هي الانهيار