من هم سكان البادية؟!
كتب المستشار فائز محمد موسى بوجواري
عضو هيئة التدريس جامعة بنغازي
سكان_البادية :
لا_غنى_للباحثين_والدارسين لمجالات علم اللغة وعلم التفسير ( عن_الفلسفة ) حيث يعد البحث في الأطر الأساسية لها من الموضوعات الهامة والتي لا غنى لهم عنها ونظرًا لتشعب مجالاتها وكثرتها وتشابكها مع بعضها البعض ،
فإنه_ليس_من_اليسير الوقوف عليها جميعًا وما كثرة اختلافات وآراء الفلاسفة والمفكرين عبر العصور إلا دليل على ذلك ،
ابتداءً_من_الإرهاصات الأولى للفكر الإنساني في فترة ما قبل الميلاد وانتهاءً بفترتنا المعاصرة ،
ورغم_ذلك وحتى بوجود هذه الاختلافات في الآراء إلا أن الفكر الإنساني أكد بأنه يتسم بعملية التأثير والتأثر ،
وما أقصده هنا هو تأثير السابق على اللاحق وفي ذات الوقت تتصف هذه العملية بالشدة والضعف في فترات وأوقات زمنية مختلفة واحيانًا يصل التأثير لدرجة التطابق ومن الممكن أن ينحدر إلى أقصى درجات الضعف حتى نعتقد بأنه وصل إلى حد شبه الاختلاف ،
وفي ذات_الوقت قد يصل إلى الاختلاف التام وهذا ما سأحاول تسليط الضوء عليه الآن في الخوض في كلمة ،
( عرب ) ،
أملاً_أن_أكون قد بينت المقصود منها وهنا أؤكد بأنني حاولت فإن أصبت فمن الله وإن قصرت فذلك مني وجل من لا يخطئ ،
وأنتم تعرفون أن مفهوم الوجود وإشكالاته تعد من أولى المشكلات الرئيسية في تاريخ الفكر الفلسفي وهناك تساؤلات كثيرة حول مشكلة الوجود على رأسها هل الوجود موجود حقيقي أم هو مجرد فكر يطلق وتوصف به الأشياء ،
ولا أود الولوج في كون الوجود مادي أم روحي أم الإثنين معًا ،ولكن لا يخفى_عليكم أن اللغة والفلسفة ومن خلال نظرية المعرفة والتي تبحث في مساءلة المعرفة البشرية بمفهومها الفلسفي من حيث ماهيتها وتطورها التاريخي وكذلك أدواتها ومناهجها ساعية لتحديد الأهداف والنتائج ،
لأن هناك مشكلات فلسفية نشأت بين الذات المُدرِكة والموضوع المُدرَك وتحديدًا بين العارف والمعروف ،
وعودةً على ذي بدء وهو الموضوع المراد توضيحه وهو خاص بكلمة ( عرب ) أسلط الضوء على الآتي ماذا_تعني_كلمة_عرب ؟؟؟
ذكر أن كلمة ( عربي ) من الجذر اللغوي ( ع ر ب )
والتي وصف الله تعالى بها القرآن الكريم ، وهي تعني التمام والكمال والخلو من النقص والعيب ،
وليس لها علاقة بالعرب_كقومية
فعبارة ( قرآنًا_عربيًا )
تعني
قرآنًا تامًا خاليًا من النقص والعيب ،
وقد عضد ما ذهب إليه بذكر تفسير كلمة ( عُرُبَا ) بضم العين و الراء وفتح الباء والتي هي من نفس الجذر ( ع ر ب ) والتي وردت كصفةٍ للحور العين في ،
قوله_تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لأصْحَابِ الْيَمِينِ ) صدق الله العظيم ، سورة الواقعة35
فوصفت الحور بالتمام والخلو من العيب والنقص ،
وذهب أبعد من ذلك عندما قال :
أن ( الأعراب ) الذين ورد ذكرهم في القرآن على سبيل الذم ليسوا هم ( سكان_البادية)

لأن ( القرآن )
أرفع_وأسمى من أن يذم الناس
من منطلق عرقي أو عنصري أو جهوي أو طائفي أو حزبي ، إلخ ،،
ولو كان المقصود بالأعراب سكان البادية ؟
لوصفهم الله_سبحانه_وتعالى بالبدو كما جاء على لسان يوسف عليه السلام ،
قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) صدق الله العظيم سورة يوسف (100)
إذًا_من_هم_الأعراب ؟
فإن ألف التعدي الزائدة في كلمة الأعراب قد نقلت المعنى إلى النقيض كما في
( قسط_وأقسط )
قسط : ظلم
اقسط : عدل
عرب : أتم وخلا من العيب
أعرب : نقص وشمله العيب
فالأعراب مجموعة تتصف بصفة النقص في الدين والعقيدة
قال_تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
صدق الله العظيم
سورة الحجرات الآية (14)
إذًا هنا نستخلص بأن اللغة العربية التي هي لغة القرآن ليست_لغة_بشرية_أصلاً ،،،،
بل هي لغة السماء التي علم الله بها آدم عليه السلام الأسماء كلها ثم هبط بها إلى الأرض وكانت هي لغة التواصل بين البشر .


































































