الحياة تجارب
بقلم: عمر الشريف
لماذا الإفراط في الحب في مجتمعنا شيء خطأ؟
في البداية علينا أن نفهم أن الإفراط في أي شيء عموماً هو خطأ سواء كان أكل أو شرب أو راحة أو نوم أو تمرين أو عمل أو حب، وضعواْ الحب بين قوسين، وجميعنا نشاهد أفلام الحب والغرام ونستمع للأغاني ونتفاعل معاها، ونتمنى أن نعيشها على أرض الواقع، وأن نجربها نحن أيضاً.
إن الشاب في مجتمعنا لا يقع عليه نفس العبء الذي يقع على الفتاة بالطبع، الشاب يمكنه فعل أشياء كثيرة جداً في حياته، عكس الفتاة التي عليها أن تقول وتفعل كل شيء بحساب، الفتاة الشرقية تعيش حالة من التوتر والخوف وإنعدام الثقة في الغير عكس الفتاة الغربية، الفتاة الشرقية تخضع لأوامر الأسرة وعادات وتقاليد المجتمع بشكل كامل ولا تستطيع أن تخرج خارج هذه الدائرة بسهولة، عكس الفتاة الغربية، وبالتالي الأمور التي ذكرناها تأثر على شخصيتها وأهدافها في الحياة بشكل كبير، فالمجتمع الشرقي هو مجتمع مادي جداً، وأفراده يكونون في حالة مقارنة مع بعض، والفتاة تكون مادية جداً أكثر من الشاب؛ لأن عاطفته عمياء وممكن أن تسيطر عليه.
الشاب لو كان مثالي زيادة عن اللزوم وصرح بحبه الشديد للفتاة، هي غالباً لن تعرف كيف ستتعامل معه، ويمكن أن تعتقد أن الشاب مجنون وهو ليس كذلك إنما يتصرف على الطبيعة الخالية من أي إصطناع ويكون متخيل أن الفتاة ستفهم هذا وتقدره، ولكن العكس هو الذي يحدث تماماً، هي يمكن أن تخاف منه وتعتقد أن على الشاب أن يكون ثقيل وهي تحلم به وتتمناه في خيالها إلى أن تحصل بينهم أي فرصة؛ لأن قلة خبرة الفتاة في الحياة وسيطرة الأهل والمجتمع عليها بشكل كبير جداً جعلها فعلاً تعتقد أنها ربما لا تستحق هذا الكم المفرط من حب الشاب لها، وغالباً الغرور والتكبر يسيطر عليها وتشعر أنها جميلة ومرغوبة، وبالتالي الشاب لو لم يكن ثري بالشكل الكافي فهي ستتكبر عليه وترفضه، وتنتظر أن تتكرر الفرصة مع شاب غني كي يحقق لها أحلامها المادية في الحياة كمنزل كبير وسيارة فارهة ومجوهرات وسفريات…الخ؛ لأنها ترى أن هذه الطريقة المثالية للحياة التي سينظر لها الناس ويتمنونها، وبالتالي تشبع غرورها هي.
الفتاة ستفكر في الدراسة والعمل وتحقيق ذاتها كي تظهر في المجتمع وهذا حقها طبعاً، عكس الشاب الذي ممكن أن تسيطر عليه مشاعره وفجأة يقول أريد أن أتجوز ويتمرد على العادات والتقاليد ويحاول ويعافر، وفي النهاية ينصدم ويكتشف أنه كان يعيش في وهم ويطارد سراب، وأن الفتاة التي اعتقد أنها ربما تكون مختلفة وممكن أن تفهمه هي لم تكن تفهمه، ولكن ربما كانت جميلة شكلاً وسرح فى خياله وأوهامه وكبرت جداً في نظره وهنا النقطة المهمة، هل لو عاش في وهم الحب وتخيل واحدة واعتبرتها كل شيء بالنسبة له وهي رفضته، وحاول أكتر من مرة ظناً منه أنها ممكن تفهمه، وتبقى مصرة على رفضها له، هل سيفهم كل الكلام الذي ذكرناه؟
هي كانت مجرد تجربة من تجارب الحياة كي تنير بصيرته وتنقله لمرحلة ثانية من النضج والعقلانية يستطيع أن يُكمل بها حياته بشكل أفضل.
أتمنى أن يفهم هذا شباب اليوم وأنا منهم، لا للتمرد والسماح للشيطان أن يعمينا ويحولنا لمجرمين نقتل من أحببنا في وضح النهار!
إن الإنتقام والقتل ما كان ولن يكون الحل، وإن الحياة ما هي إلا تجارب ونتعلم منها كي نستطيع أن نُكمل للأفضل بإذن الله.