قمة الرعب والهلع والخوف من المصير المحتوم وهو الموت
أنور القرنشاوي أبو هادي
الموت المؤكد فى أعين الشاب رمضان ومعه أخيه الأصغر وأبنه الطفل الصغير فى صحراء صفراء مترامية الأطراف قاحله لا شجر فيها يظلهم ولا ماء فيها يروى عطشهم
رياح ملتهبه تحمل بين طياتها التراب فيدخل فى أعماقهم فيزيدهم عطشاً على عطش تلتهب حلوقهم منه تحت تلك الشمس الملتهبه فى صحراء يتيه فيها التيه ويفنى فيها الذكى والبليد،،
تمر عليهم الليله تلو الليله وكل ليله أسوأ ممن قبلها
نفذت منهم المؤنه وفرغت أوعيتهم من الماء وتعطلت منهم سيارتهم ونشفت عروقهم من كل سائل
يقلبون أبصارهم ميمنة وميسرة عساهم يجدوا من يُغيثهم ومن ينقذهم من هذا المصير المحتوم
أنــــه المــــــــــــــــــوت
ولكن هيهات
فقد حانت الساعه وحان أجل أحدهم وأرتقت روحه إلى مولاها فأحبط ما فيهم من الأمل المتبقى وخارت عزائمهم وسقطت أجسادهم بجواره ينتظرون الموت مثله الذى أصبح لا مفر منه،،
ولكن تُرى
من الذى مات أولاً هل الأب مات أمام أبنه الصغير أم الأخ الأصغر مات أمامهم أم أن الأبن الصغير الذى كان موته أشد على أبيه مما يعانيه
فلك أن تتخيل أنت
هذا الموقف حدث لك ومعك أبنك الصغير يموت أمامك من العطش والجوع ولا حيلة بيدك له يموت أمامك بالبطئ
أقسم بالله أنه قمة العذاب وأنه أشد من الموت مئات المرات
تخيل أول واحد مات ثم لحقه الثانى ثم بقيا الثالث وحده يصارع سكرات الموت وحده
تُرى كم بقيا من الوقت على هذه الحاله وهو يشاهدهم موتا أمامه ولا حيلة بيديه لإنقاذهم وهو لا يستطيع أن يجر قدميه اليهم وقد أصابه الأعياء من العطش والجوع حتى مات هو الآخر ولحقهم،،
وفى النهـــايه
أعلم أخى الكريم وأختى الكريمه
وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ
وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ
رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ» .رواه الترمذي
هذا ما حدث للاخ الأكبر رمضان وأخيه مساعد وابنه شاهين من قبيله ال مطيره ببرج العرب منذ حوالى سبعة أيام إلى أن هبت القبائل العربية بسيارتهم باحثين عنهم فى الصحراء الغربية حيث اعتادوا على صيد البر من صقور وحيوانات صحراوية إلى أن وجدوهم جثث متناثره فى الصحراء بعد أن وجدوا سيارتهم معطله وسط الصحراء