مجرد افتتان
بقلم: عمر الشريف
خفق قلبي بسرعة مئة كيلو متر في الثانية عندما رأيتها، جمالها عادي جداً، شعرها بني طويل ووجهها هادىء التقاطيع لكنه ليس ذلك الجمال الصارخ، ما يميزها هو نظرة عينيها، عندما تتكلم تشعر أن لعينيها مفردات مستقلة عن الكلام الذي تتفوه به.
تعارفنا أثناء تقديم أوراقنا للتسجيل في الجامعة، وفي أيام الدراسة تعارفنا أكثر، والدها مهندس ووالدتها طبيبة، وجدها موسيقار راحل مشهور .
كانت متفردة في آرائها وحاسمة، فبعد أن كانت ملابسها غالية الثمن من أفخم الماركات، قررت الخروج من قوقعة الطبقة “الهاي” والنزول للطبقة الوسطى، فأصبحت تلبس كمثل كثير من بنات الجامعة من الطبقة الوسطى.
لم تكن من اللاتي يجدن فن الغواية، لكنها كانت انسانة بكل ما تعنيه الكلمة، فالجهد وتصميمها على النجاح ومساعدة الآخرين جعل قلبي يخفق ويهيم حباً بها؛ ولأني من الذين يؤمنون بأن الخط المستقيم هو أقصر مسافة، صارحتها بحبي الجارف، فصدمتني من نظرة عينيها لا من كلامها، قالت بهدوء: أشكر مشاعرك لكنها مشاعر غير حقيقة ما هو إلاّ افتتان حدث؛ لأننا زملاء وأصدقاء وأهدافنا متقاربة، لم تتركني حتى ضحكت مرة أخرى وأصبحنا أصدقاء.
فجأة سمعت صوت موسيقى غريب، كان جرس منبه هاتفي الجديد، صحوة من النوم وتذكرت أن اليوم أول يوم جامعي لي، وربما بدأت أحلم بالجامعة والدراسة والزملاء، وربما سيكون هناك قصص ومغامرات في انتظاري.