الزلزال يكشف عارا ومازال/
جريدة حكاية وطن
للكاتب الأستاذ : محمد عبد المجيد خضر
يا الهي رحمتك بعبادك المساكين يارب العالمين، كارثة الزلزال المدمر الذي قضى على الاخضر واليابس، وفي ظل طقس بارد رهيب تصل درجاته الى تحت الصفر، ومنازل وعمارات وشوارع بل بعضها مدن كاملة انهدمت على رؤوس قاطنيها، في شمال سوريا الجريحة ودولة تركيا الجارة الاوربية.
عن شمال سوريا فحدث ولا حرج، يعتبر محاصر من النظام السوري الفاقد للأهلية، والحدود التركية التي تعادي قوات المعارضة في سوريا ايضا، ومن المفترض في ظروف كارثية بهذا الحجم ان تتدخل الأمم المتحدة بكل ثقلها لفتح المعابر والحدود، وتدخل مجلس الامن بما يكفل وصول المساعدات وفرق الانقاذ لاغاثة الشعب المنكوب في سوريا، حيث ان البشر يعانون من الموت بفعل العجز الذي عانته فرق الإنقاذ على العكس تماما مما حدث في تركيا !!؟؟؟.
فهذه الفرق يعملون ليل نهار ولكن بنقص كبير جدا في المعدات اللازمة لرفع الانقاض بأسرع مايكون لان الامل بانتشال احياء يكون خلال ٧٢ ساعة الأولى من حدوث الكارثة لكن اصدم العاملون على الانقاذ وفرق الصليب الاحمر وايضا الهلال الاحمر ان ممرات تركيا مفتوحة وميسرة أما سوريا فتعاني عرقلة غير انسانية على معابر تركيا والاجرام الموصوم بالعال من النظام السوري الذي بشترط الحصول على نصف المساعدات شرطا لفتح المعابر الوصلة للسوريون !!؟؟ بشمال سوريا المنكوبين بالزلزال والذين يفترشون العراء بلا غطاء ولا أكل ولا مياه ولا كهرباء.
اين حمرة الخجل ايها النظام السوري ويا مسئولين تركيا وايضا أيتها المنظمة العاجزة، ما تسمى بالأمم المتحدة التي لا تحرك ساكنا باتجاه الشعوب العربية والافريقية والدول الفقيرة، ما هذا النظام العالمي الملوث الضمير المفضوح الغرض والهدف، لقد هبوا جميعا لنجدة أوكرانيا في حربها ضد روسيا، لكن الشعب السوري بالنسبة لهم شعب من الدرجة الثانية او الثالثة أو ما يسمى بالأمميين أي الاقل قدرا .
ما بكم هل يعقل ان تتحجر القلوب والنفوس للانتقام من المنكوبين لأسباب سياسية وأمنية، انه هراء وجريمة حرب، يجب ان يحاسب كل من تسبب في عرقلة الإغاثة للمحاكمة الجنائية والمحكمة الدولية، لمعاقبتهم فردًا فردًا وبكل جدية لابد من احترام الانسانية بصرف النظر عن الجنس واللون والقبلية والمكان، والغني والفقير بلا تفرقة ولا انحياز، عالما بانه مازال هناك احتمال بان يتم تحرك توابع للزلزال ندعو الله السلامة.
يا بلاد العرب ياشعوب الاسلام الم يئن لكم ان تدركوا ان اتحاد كلمتكم وقلوبكم هي النجاة الحقيقية لكم، وان الغرب وأمريكا يتواطؤون بلا رحمة عليكم حتى في تأمين وصول المساعدات، وانهم يكنون لنا كراهية وحقد واستهتار بإنسانيتنا، انهم متحيزون ضد كل ما هو خير لنا حتى في حالة الكوارث الطبيعية التي المت بشعوبنا وخصوصا سوريا وشعبها، الذي ابتلي بلاءً لا حل له بنظام يعتبر ان الحفاظ على الكرسي اهم من الارض والعرض والبلاد والعباد، ويتخذ من الكارثة مجالا للانتقام من معارضيه بلا انسانية ولا مسئولية فهل تتخيل ان النظام لا يسمح لدخول حمولات الاغاثة الا بعد الاستيلاء على نصف الحمولة؟!؟! .
هذه الأيام بدأت تنفرج وتيرة وحركة وصول المساعدات وتحريك حملات إعلامية بوصول شاحنات بأسم الدول المرسلة لهذه المساعدات، ولكن مع شكرنا لكل من يساهم في ارسال الشاحنات، مع عتب وغصة للتأخير الذي جعل من الكارثة نكبة شديدة الأثر على الشعوب المنكوبة، وندعوا الله على كل من عرقل وصول فرق وادوات الاغاثة عن عمد وتسبب في موت كثير من البشر تحت الانقاض، الا يهلك قبل ان نرى فيه عجائب قدرتك والقصاص منه في الدنيا قبل الآخرة.
“اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا”.