(4) مظاهر من الحياة العامة المصرية من القرن 3 الي 7 الهجري
كتب كمال الدين النعناعي
للامام الشافعي أنتقادات سلوكية تجري في الطرقات لبعض الفئات الاجتماعية فأوصي ان يكون سلوك الانسان مع أهل السوء محسوبا لايؤدي الي الاندماج بحيث لايضطر الي مجاراة اهل السوء فقال:
الانبساط الي الناس مجلبة لقرناء السوء، والانقباض عنهم مكسبة للعداوة، فكن بين المنقبض والمنبسط..
وهؤلاء القرناء كانوا يستحقرون الصغير ويستهرمون الكبير كما يقول الامام بحيث لا ينتهي به هذا الموقف الي تولد العداء ولم يغفل المعوق جسمانيا….
فذكر،،،، ان من كان به عاهة فيه ألتواء فمعاشرته عسرة.
هذه الملاحظات تلقي بصيص من الضوء علي مسائل اجتماعية كان ينبغي علي الصوفية أن يعالجوها
ولعل النشاط الفكري الاجتماعي الذي شهدته مصر خلال القرنين الأوليين الهجريين قد مهد التربة لظهور طائفة الصوفية علي الصعيدين السياسي والاجتماعي
ويكفينا نظرة عابرة الي تراجم اعلام هذه الفترة لنجد علي سبيل المثال مرجعا هاما ك “حسن المحاضرة” للسيوطي يورد ترجمته لشخصيات القرنين الأوليين الهجريين موصوف بنعت و”كان صالحا” فهو يصف هؤلاء بالصالحين كما يحلو للبعض وصف أعلامها بالزهاد امثال العلاء بن كثير الاسكندراني المتوفي سنة 147 هجرية، وضمام المصري المتوفي سنة 185 هجرية، وأبو زرارة المتوفي سنة210 هجرية
الي أن ظهرت الطائفة الصوفية علي مسرح الأحداث السياسية في مدينة الاسكندرية حيث ترأس عليهم رجلا من بينهم يدعي أبو عبد الرحمن الصوفي
وقد لعبت هذه الطائفة الصوفية دورا سياسيا خلال أحداث أدت الي أستيلاء أهل ربض قرطبة علي الاسكندرية واستقلالهم بالحكم لعدة سنوات…