الحياة العامة المصرية
من القرن 3 الي 7. الهجري
دكتور كمال الدين النعناعي
(25)
( الولي بن وقته)
فلما قال الصوفية ذلك،
جعلوا من شروط صحة الولاية لولي،
أن يكون حضوره مناسبا لأحوال عصره
حتي يكون له دور مؤثر،….
ويتوفر الغرض من ظهوره. ..
فهو صاحب رسالة نصح وأرشاد وتوجيه للناس، وليس وليا لنفسه
بحيث يمكن القول بأن عصر المشايخ المصلحين كان ضرورة تاريخية،
لأن الاحداث التاريخية
السياسية والاجتماعية والاقتصادية قد
أوجبت هذا الدور
أولياء الله من مشايخ القرن السابع الهجري
لهم أ دوار تختلف عن أدوار مشايخ سبقت من مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأصابت سعة أفق تبغي المعرفة
ومهام هذه الفئة تجاه الاحداث الداخلية لذلك العصر مختلف كذلك،
ففي هذا القرن، شهد الاعداد الكبيرة من
الجنسيات الأوربية والآسيوية، وهؤلاء جاءوامصر فرادي وجماعات من الترك والجركس
والتتار والصينين،
والبعض الآخر من الصقالبة واليونانيين والأسبان والألمان وغيرهم من الجنسيات
فليس من المستغرب أن يتحدث الشيخ
الدسوقي _ علي سبيل المثال _ عن نفسه
من خلال عصره؟
فيقول… 1نه رآي من المشرق الي المغرب
فقد عايش هذا النشاط الواسع لدولة المماليك في مجال العلاقات الخارجية
اذ كانت لهم صلات مع تتار القفجاق، وبسطوا نفوذهم علي الحجاز،
وكانت لهم صلات باليمن،
وأقاموا علاقات مع الدول الاسلامية في شمال أفريقية تونس والمغرب ومالي والحبشة،
كما أقاموا علاقات مع الدولة البيزانطية،
ثم كانت لهم علاقات تجارية مع قوي أوربية في صقلية والجمهوريات الايطالية
خاصة البندقية وجنوا..
كان وصفهم لعصرهم ومشاهداتهم لعلمه وصفا لأنفسهم وهم هداه..
وفي وصف 1نفسهم بلقب (العارف بالله)
كانوا يعنون عصرا يتسم باتساع العلوم وتعدد المعرفة،
كان عصر معرفة،
أما بالتجارب التطبيقية 1و الروحية
و صارت قدرة الشيخ الصوفي المعلم وورثته في علمه من بعده
علي التعامل مع المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية
هي أساس هذا التوصيف ونوعية ذلك الأداءمفاده….
أن ينشٱ من ماضي التاريخ رؤية للحاضر
والمستقبل كذلك.
والدراسات الحديثة أثبتت بالفعل مقاييس
العقلية المعرفية
ومن 1همها خبرة المرء.في محصلة الماضي
والنشاط العقلي المعرفي. ..
وله قياس قدرات،موثقة علميا في ذات المجال
تهدف الي التنبؤ بما يستطيع الفرد أن يقوم به في المستقبل..
ومن هنا جاء تعبير وصفي لجهود رموز من تلامذة وموهوبون ومبدعون أحفدة عائلات
شجرة نسب المشايخ العارفون بالله والمنسيون لآل البيت وتلامذتهم مقولة
( نحن ورثة العارف بالله في علمه)
فيمكننا أن نقرر أذن أن عقلية الدسوقي المعرفية قد أنتخب تصورا علميا مستقبليا
ونكون بذلك غير مختلفين مع ماقرره العلم
عندما نحقق وثيقته الخالدة التي تستفز
البحث في علوم الفضاء المسماة
( الجوهرة)































































