الحياة العامة المصرية
من القرن 3 الي 7 الهجري
بقلم : دكتور كمال الدين النعناعي
(26)
منذ عكف الانسان علي الكشف والاختراع
حتي وضع الدسوقي تصوره في نص
وثيقته ( الجوهرة) ذلك الشيخ الصوفي
لا تكف محاولات الانسان دراسة (طلسم السماء)
وقوانينها مثلما أبدع في
العلوم الطبيعية والرياضيات..
فقد كتب العلماء المسلمون في هذه العلوم
منهم الكندي.. في علم الضوء
وابن هيثم (1039)م.انعكاس الضوء،
وسير الاشعة، والعدسات المكبرة
وفي مطلع القرن الثالث عشر الميلادي
كتب الجزاري في الميكانيكا..
وأخترع المسلمون الرقاص والمرايا
وكتب بن سينا في التعدين
وذهب الدسوقي ٱكثر من ذلك، عندما بشر
الانسان بارتياد الفضاء،
ففي نص (الجوهرة) يقول :
( رفع قدمه الي السماء)
. ليقلب هذا الملك الذي سخره الله للانسان
كما يقلب الخاتم)
والخاتم كناية عن الملكية في الفضاء الواسع.
وتوقع سيطرة الانسان علي مظاهر الطبيعة
( يحرك ما سكن….ويسكن ما تحرك….)
وهذا معناه التنبؤ بتعديلات جوهرية في بيئته التي يعيش فيها بالتحكم في الحركة
حركة الرياح،….
حركة السحب. ..
حركة الماء….
حركة بخار الماء…
وما يتعلق بالقوي الكامنة في الكون
فالحركة هي الفعل الأساسي للطبيعة والتي أصبحت علما حديثا يعرف بالميكانيكا ويعرف بالديناميكا،
وكان هذا المنهج عند اليونان،
ولا يختلف عند العرب
باعتبار أن الموجودات في الطبيعة تحمل في أنفسها مبدأ حركتها وسكونها
وكما يقول العلامة بن خلدون عن الطبيعة
هو علم
( يبحث عن الجسم من جهة ما يلحقه
من الحركة والسكون)
اذن الدسوقي، هذا الشيخ الصوفي كان
يقصد الموجودات الطبيعية…
واذا كان الدسوقي قد طوع أمكانيات عقليته المعرفية كإنسان لمخاطبة الكائنات
المستترة،ومحاولة أستكشافها..
فقد بلغ به الطموح في نص (الجوهرة) أن
يتنبأ للانسان أن يري وهو علي الثري بالارض (ما يخطه القلم) في السماء
أي أطلاعه علي أسرار القوانين الطبيعية المقدرة بأمر الله بسم الله مجريها ومرساها
كما هي تجري علي الارض
ولا يغيب عن بالنا أن التنبؤات الكونية للقطب الدسوقي كانت تنبني علي أساس
نظرته المتوقعة للفكرة العالمية التي تجمع
الشرق بالغرب في حركة قدم واحدة توصيفا نصية دقيقا لالتآم الحياة الدولية للبشر وسرعة انتقال البشر من مكان الي مكان وسرعة نقل الخبر…
وأن الناس لابد وأنهم يتآلفون ويتواصلون ويتعاونون ويتنافسون ويتفقون ويختلفون ويتقاتلون ….
فعني بتعلم اللغات الأجنبية
وهي فطنة مبكرة لجيل جديد من مشايخ الصوفية في مصر
يرون العالم اكثر سعة من جغرافية بلادهم…
نحو عالم بلا حدود…
نحو انسان أعظم.يعيش في كون فسيح .
فكما تخيله هؤلاء المشايخ قالوا.لانسان المستقبل وابن الغد
( أعرف كمائن نفسك)
اي قدرتها، وقوتها ، وأسرارها.،،
فذاك عالمك الجديد الذي لم تبصره بعد
فما لبث أن جاءه علم السرعات، سرعة الصوت وسرعة الضوء وتعدد الازمان في عالم أفتراضي لم يكن يبصره وتنبأ به مشايخ الزمن القديم…….


































































