لغتنا العربية تحتضر
بقلمي : أسماء سلطان
كرم الله العرب بنزول القرآن الكريم باللغة العربية ، ولذلك تهتم المدارس وخاصة في المرحلة الابتدائية
بتعليم الأطفال أساسيات القراءة ،والكتابة، والإملاء ، ليعبر الطفل عن نفسه بطريقة صحيحة، وسليمة .
ولكن ماذا بعد؟؟؟
“الفرانكو أرب ” أي كتابة الكلمات العربية بحروف لاتينية غزت هذه الطريقة وسائل التواصل الاجتماعي “فيس بوك ،وانستجرام …..” وأصبحت طريقة الكتابة الرسمية بها، فللوهلة الأولى تشعر أنها لغة أجنبية ، وبمجرد الشروع في القراءة تجد أنها كلمات عربية كُتبت بحروف لآتينية . ولم تقتصر عليها فقط ولكن امتدت إلى حياتنا اليومية فنخرج للشوارع ونجد أسماء المتاجر بنفس الطريقة ” الفرانكو أرب” . بل أصبح الشباب يكتبون أسمائهم على كتبهم الخاصة بتلك الطريقة أو يدونون ملاحظاتهم ، ويجدون من الغريب الكتابة بالعربية .
وأثر ذلك سلبًا على مستخدمي اللغة العربية فأصبحوا تائهون ، لا هم يكتبون عربية ولا لآتينية، ولا يستطيعون تحديد هويتهم ، لا يفرقون بين القواعد الأساسية للغتهم العربية وكأنهم يعيشون في معزل عنها .
ونجد في العصر الحالي حرص الآباء على تعليم أولادهم اللغات الأجنبية ، وخاصة “اللغة الإنجليزية ” وذلك ليس بعيب ولكنه ضرورة من ضرورات العصر ، ولكن من العجيب أن نجد شابًا يعيش في دولة عربية وهو عربي ولم يخرج من بلده ولا يستطيع قراءة أو كتابة جملة صحيحة باللغة العربية الفصحى .
ومما يصيبني بالدهشة والتعجب كذلك أيضًا ، وجود طالب جامعي أو حاصل على مؤهل عالي ولا يستطيع التفرقة بين التاء المفتوحة والمربوطة مثلًا ، أو الألف اللينة والياء أو الهمزة والألف ، أو الحروف المتشابهة نطقًا.
ولذلك أصبحت العربية غريبة في موطنها ، ضائعة بين متحدثيها وأبنائها .
فسؤالي الذي يطرح نفسه كيف وصل هؤلاء لهذه المرحلة ، من أشرف على تعليمهم هل علمهم معلمٌ للغةِ العربيةِ . هل الخطأ في المعلم أم المتعلم . هل من أب أو أم فكر في مصير ابنه بدون لغته الأم . إذا لم نحترم نحن لغتنا فمن يحترمها .