الطير الجميل
كتبت أيه نصار
كانت ولا زالت كالطير الجميل المحلق علوا
لم تعرف اجنحته الملونه الهبوط يوما.. لم يشغله يوما نفوس حديثي تعلم الطيران الحاسده
او سلحفاه تنظر إليه بعين الشفقه او حيوان الكسلان المعلق علي اول الشجرة منذ ثلاثه أيام يحلم بالصعود الي القمة..
لم تشغل بالها بغيرها ابدا..
لم ترَ نفسها يوما الا محلقة مختلفة متميزة متباهية بجمالها وقوتها واصرارها علي الارتفاع أكثر واكثر..
كانت رقتها بمثابة لسان ينطق عن جمالها ولا اقصد بجمالها الخارجي الذي لا اختلاف عليه..
بل ايضا بجمال قلبها حين تري كل ما حولها جميلا وان كل شئ به ميزة
ومن الممكن ان نصنع منه شيئا مبهرا.. ببرائتها عند التحدث عن أحلامها وطموحاتها التي لا تتوقف عن التجدد..
لطبيعتها الجذابه بدون اي تكلف منها.. فيقع في حبها الجميع..
كانت لطيفه حسنه اللسان..تاركه في كل مكان زهره جميله تفوح منها رائحه الامل لحين عودتها مره أخري..
حتي في اشد اوقات ضعفها كانت تترك بصمه من الامل في قلوب من حولها.. كانت تتالم وتواسي..
مستنفذه وتعطي.. جائعة وتطعم.. حزينة وتبهج كل من حولها بكلماتها اللطيفة وخفة ظلها..
واثقة من نفسها ولا اقصد الثقه بالنفس التي تصل الي حد السذاجة
ولكن ثقة في محلها غير متكلفة تنم عن شخصية قوية واثقة من تاثيرها علي الغير
تعلم ماذا تفعل وكيف تحقق ما تحلم به جيدا تطمع في المزيد والمزيد..
تري انها مادامت علي قيد الحياة فمُهمتها الحقيقية هي ترك الزهور ذات الرائحة الطيبه علي قلوب الجميع..
ثقتها في نفسها وكونها مختلفة يعطي لها الحق بأن تطمع في التقدير..
ان تعامل كغير البشر.. ان تعامل كريشة رقيقة يخشي عليها حاملها من ان تذهب في مجارف الريح
او ان تمزقها الايادي العابثة.. ان يكون لها بمثابه الوسادة التي تتكئ عليها بعد عناء يوم حافل بسباقات الطيران..
ان ترمي عليها حمولها.. او ان تتبلل بدموعها أوقات الهزيمة.. نعم الهزيمة فكلنا نُهزم..
هذه الحياة وتلك طباعها.. ولكنها ناضجة بما يكفي لتدرك انه من حقها ان تُخطئ وتُهزم
بأن تتعلم من الم السقطة فتكون لها بمثابة اليد الممتدة لتساعدها في القيام من جديد بكل حماس …
كل سقطة كانت تزيدها علوا وتفتح امامها ابوابا من الاحلام الجديدة التي تخطط لتحقيقها..
لم تحلم بالكثير.. فقط هذا هو مقامها لا أكثر..
حتي وإن تركها وذهب من ظنته يوما وسادتها..
فلا بأس! سوف تتكفل هي بصناعة وسادتها معتمدة علي ريش اجنحتها الغالية التي لا تقدر بمال ولكنها لها تقدير خاص..
فراحتها فوق كل شئ..لأنها نسيت نفسها وقدمت العديد من تضحيات لمن حولها ،
لا قد تعلمت من الموقف أنها بطموحها واحلامها سوف تعلو و تجتاح السحاب
لانها تستحق الافضل دوما.. ان تحلق بلا رجعه لارضٍ بور لا تُقَدِّر تفرُّدِها..