حكاية لوحة “مذبحة الأبرياء”
كتب : إبراهيم فرحات
هذه اللوحة للفنان الفرنسي ليون كوني رسمها 1880 م، وعندما رسم هذه اللوحة أستطاع أن يظهر لنا هذه الرواية من الكتاب المقدس ،،”الأنجيل” تدور حول مذبحة الأبرياء التي قام بها هيرودس الملك الروماني على اليهود.
وفقاً لإنجيل متى، فإنه أمر بذبح جميع الأطفال الذكور القاطنين في بيت لحم والمناطق القريبة منها، وذلك خوفاً من نبوءة العهد القديم التي تقول أن من بين اليهود سيأتي مولود جديد يخلع هيرودس من عرشه ويصبح ملكاً جديداً لليهود.
وبالرغم من تناول هذه الرواية من قبل فنانين إلا انه تناولها خلافًا للكثير من الفنانين وقد إهتم بالدراما التى إحتوت الاحداث، ولم يتبع العنف والدموية مثل أمثاله.
فمثلا لوحة بول روبنز الشهيرة عن نفس الموضوع والمذبحة تظهر الأطفال يقتلون بكل وحشية وامهاتهم يُضربن بالسيوف.
هنا نستطيع أن نرى إمرأة، أو أم اذا صح التعبير، تختبئ خلف جدار وهي تمسك بطفلها وتغطي على فمه لكي لا يصرخ ويفضح مكان اختبائهم.
والمثير للإهتمام هو التناسق بين الأم وطفلها الذين حطمتهم الرهبة والخوف، والمدهش النصف الأيسر الجدار المتحطم بجانبهم ومن ثم نستطيع أن نرى التباين في الدقة والوضوح بين من يظهرون على يسار اللوحة في الخلفية وبين الأم والطفل المختبئين، فهؤلاء الناس لا تبدو ملامحهم جيدة أو واضحة وهناك ضوء قوي يشوش علينا الرؤية.
وهذا عكس ما تظهر به الأم والطفل وهم جالسين، الفنان يريد أن يرينا كيف تكون الرؤية غير واضحة عندما تكون هناك دموية وعنف ودراما وهلع وكل هذه الأشياء تحدث أمامك وفي نفس الوقت، من وجه المراة نستطيع أن نخمن أنها تنظر الى شخص ما والرعب يملأ وجهها، وهكذا الفن متعة بصرية و ترجمة من خلال مشهد عبقري مع تباين الفكرة لكل متذوق.
وإلي اللقاء مع حكاية لوحة أخري.