صباح_مصري …….
عزيز النفس ……
بقلم د. سمير المصري
عزة النفس قيمة سائدة من القيم التربوية والأخلاقية
يتحلى بها الإنسان النبيل ، هي ترفعه عن كل ما يقلل مِن قيمة نفسه ،
ومن شانه ، واعلم انه لا يتصف بهذه السجية إلَّا العظماء الذين يعيشون بعزة وكرامة بين الناس ،
وينفرون مِن مواضع الوضاعة والمهانة،
عزة النفس في زمننا هذا ، وفي عصرنا الحاضر هي حديث عن نوع غريب مِن الممانعة ضد النفعية الذاتية ،
بل والمقاومة أمام الإغراءات القائمة ، وما يحدث في المجتمع من الإكراهات السائدة
إن عزة النفس هو حديث عن القيم الإنسانية الراقية ،
وهو حديث عن البناء الأخلاقي القوي المتين ، عزة النفس تمنح الإنسان قوة مناعة نفسية ،
تمنح الاحساس بالشرف .
ان عزة النفس حديث عن تراكمات إيجابية ذات فعالية تبني شخصية الإنسان ،
انها تنحتها في مراحل متعدِّدة ، ومسارات متنوعة
ان عزة النفس في العمق تكون ممزوجة بالتواضع والوقار في طبيعة النفس ، وليستْ في التكبّر والتعالي وإقصاء الآخر وتحطيمه ؛
أنها تكمن في احترام النفس وإبعادها عن كلِّ شيءٍ لا يليق بها ؛
انها تعني الابتعاد عن كل ما يشين الفعل الإنساني ، والكبر والغرور ونبذ الآخر مما يفسد السلوك البشَري .
انها حديث عن تحصين النفس بدروع واقية في ظل مجتمع تكثر فه المصالح و يكثُر فيه المدح الزائف ،
وعبارات النفاق بعد أن أصبح مجتمعا يؤمن بالمظاهر الخارجية، والقوة المادية التي تجعل المعتز بنفسه عرضا للتبخيس والإقصاء ،
في مقابل ذلك نجد التشجيع والاحتواء يمنحان لمَنْ يتخلى عن عزة نفسه
هو لا يترك أي مجالٍ لأحد بأن يمس ذاته ، اوكرامته ،
أن عزيز النفس لا يرى نفسه دون سواه ؛ إنه لا يتكبر على أحد ،
انه يحترم الجميع ؛ انه يحاول خلْق نوعٍ مِن الوعي الإدراكي عند الآخرين من أجل أن يرفعوا مِن قيمة ذواتهم المبخوسة
عزيز النفس تعرفه تلقائيًّا من جميع تصرُّفاته الظاهرة ،
ان تصرفاته لاتجد فيها ابدا وجها من اوجه الذلة ،
لا يخضع فيها سوي لخاله سبحانه وتعالي .. أخلاقه هي عدم الخضوع لغير الله، فلا يستوطن شخصيته احدا مهما علي شانه هو صاحب شخصية قوية ، وسلامة في تصرّفاته ، ونقاء في طبعه ،
الخلاصة
اتعلم ان عزيز النفس يشعر أن عِزة نفسه تجلب له السعادة والشعور بالارتياح والراحة المستمرة ؛
اتعلم إنه يستشعر في ذاته راحة ضميره الذي يُوفِّر له سعادة داخلية تجعل صدره يمتلئ انشراحا ،
ان عزة نفسه مصدرا أساسيا لشعوره بالفخر والرضا.
عزيز النفس يدرك جيدا أنه المسئول الوحيد …
الاول والاخير عن أفعاله ؛ لذا فهو يكون حذرا كثيرًا من التصرف بسلوكٍ قد يسيء له،
وحتي وإن وقع فيما يحذر منه لا يحاول مطلقا خلق مبررات واهية وضعيفة لما فعَله ؛
عزيز النفس لا يرضى أن يضع نفسه في موضع المهانة ابدا ؛
يحترم نفسه ، يعرف حدوده ؛ تجده غير قادر على تجاوُز خطوطه الحمراء، كما أنه لا يسمح لغيره بتجاوُز حدوده معه.
غدا صباح مصري جديد ،،،،،،،
د. سمير المصري


































































