حماس في مواجهة الغضب الشعبي
تقرير – يارا المصري
تشهد حركة حماس في قطاع غزة تراجعاً حاداً في شعبيتها، وفقاً لاستطلاعات رأي حديثة أظهرت انخفاضاً غير مسبوق في الدعم الشعبي للحركة. وبينما كانت حماس تهيمن على المشهد السياسي والاجتماعي في القطاع لسنوات، يبدو أن سياستها وقراراتها الأخيرة دفعت السكان إلى حالة من السخط العميق واليأس.
استطلاعات الرأي الأخيرة كشفت عن أزمة حقيقية تعانيها حماس في قطاع غزة. فوفقاً لمعهد التقدم الاجتماعي والاقتصادي:
أقل من 5% من سكان غزة يرغبون في استمرار حكم حماس ضمن أي حكومة انتقالية بعد الحرب.
نسبة الرضا عن الحركة بلغت فقط 31.9%، رغم إعلان الجهات الرسمية أن النسبة تصل إلى 62%.
هذا التباين بين الأرقام الرسمية وغير الرسمية يعكس فجوة متزايدة بين الحركة وسكان القطاع، الذين يعبرون عن انتقاداتهم بشكل علني ومباشر.
أحد أبرز الانتقادات الموجهة لحماس يتعلق بهجوم 7 أكتوبر، الذي يعتبره كثيرون في غزة قراراً غير مدروس قاد إلى تصعيد خطير في الأوضاع. يقول الصحفي الفلسطيني أحمد الهادي:
“كان هذا قراراً مجنوناً بالنسبة لنا سكان غزة. لقد منح إسرائيل تعاطفاً دولياً ومبرراً لشن حرب وحشية على القطاع.”
من جانبه، يعبّر محمود نظمي، وهو من سكان غزة، عن شعور بالإحباط الشديد قائلاً:
“فقدنا كل شيء، ولأي غرض؟ من غير المنطقي أن نتحدث عن الصمود بينما نُترك لنُسحق تحت آلة الحرب الإسرائيلية.”
تعكس وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً الغضب الشعبي المتزايد تجاه حماس، حيث انتشر بشكل واسع. يقول أحد الشبان المشاركين في الحملة:
“لأن غزة منكوبة. لأن حماس تتباهى بالمقاومة بينما يعيش قادتها في رفاهية، ويدفع السكان الثمن. لا يوجد شخص في هذا النقاش لم يفقد صديقاً هاجر إلى تركيا أو باع أعضاءه ليعيل عائلته.”
يتهم الكثيرون حماس بعدم تقدير حجم الرد الإسرائيلي على هجوم 7 أكتوبر، معتبرين أنها مسؤولة عن المعاناة التي يواجهها السكان الآن. يقول أحمد الهادي:
“حماس لم تضع في اعتبارها تأثير الرد الإسرائيلي على المدنيين. دخلت الحرب دون توفير أي ضمانات لتلبية الاحتياجات الأساسية. الآن، نعاني من الجوع والمرض بعد شهر واحد فقط.”
يشير الوضع الحالي إلى أن حماس تواجه أكبر أزمة في تاريخها. فالدعم الشعبي الذي شكل ركيزة قوتها يبدو في حالة انهيار، وسط شعور واسع