” اعداء الانسان “
بقلم : سامى ابورجيلة
لكل انسان عدو ، والعدو ربما يكون من جنسه ( انسان مثله ) أو من غير جنسه .
وربما يتغير هذا العدو حسب الأحوال ، والأهواء ، فربما صديق اليوم ينقلب الى عدو الغد ، وربما العكس .
ولكن هناك أعداء ثابتين لايتغيروا ، ولايتبدلوا ، بل يظلوا أعداء ليس للانسان وحده ، بل للانسانية أجمع .
وتلك الأعداء إذا أحصيناهم عددا نجدهم خمس أعداء ، وأولهم هى :
العدو الأول : النفس الخبيثة
تلك النفس التى ربما تنقلب بين لحظة وأخرى ، أو بين شمس وضحاها ، بسبب خبث تلك النفس ، وسوءاتها ، فهى نفس ( خبيثة ، سيئة ) ، بكل ماتحمل الكلمة من معنى .
تلك النفس تتغير ( فتتقرب لهذا ، وتعادى ذاك ) لا لشئ إلا لمصلحتها الشخصية ، وأنانيتها ، وحقدها على الغير .
– هذه النفس إن كانت لها مصلحة عندك ستجدها تحبك ( ولا اقول تحبك حقيقة ) بل تتظاهر بحبك ، وبالتقرب منك ، حتى تقضى مصلحتها وحاجتها لديك ، فإذا أنتهت تلك المصلحة تجدها تزداد عنك بعدا ، وكأنها لاتعرفك .
– هذه النفس لاتعرف الحب ولا الصفاء فى يوم ما ، بل لاتعرف إلا الحقد ، والغيرة ، والحسد ، والضغينة للجميع ، وتسيطر عليها الأنانية وحب الذات ( أنا ومن بعد الطوفان )
– هذه النفس لاتحب الخير للغير ، ولاتحدث به صاحبها ولا تقول له ( ربما هذا الخير يعود عليك يوما ما ) ولكنها لا تتذكر ذلك ، بل تكون شحيحة دائما ، ولاتحب الخير للغير ولو حتى سيعود عليها فى يوم ما .
– تلك النفس هى العدو الأول للبشرية ، وللانسانية ، بل أقول هى العدو الأول لصاحبها ، لأنها تجعل الجميع يبتعد عن صاحبها ، ولايجد حبا ، ولا قربا من احد ( تلك النفس أشد من النفس الأمارة بالسوء ) لأن ربما النفس الأمارة بالسوء ترق يوما ، وتتقرب يوما من ربها فتتوب ، وتعود ، الى
رشدها ، لكن النفس الخبيثة ( كالسرطان ) فى جسد الأمة ، تنهك الجسد بحقدها ، وغيرتها ، وحسدها على الناس ،
تلك النفس لايرتجى من ورائها أى خير لذلك هى أول أعداء الانسان ، والبشرية ..