دراسه دوائية بجامعة فرجينيا تؤكد قدرة أدوية التخسيس على إيقاف مرض الكبد الدهني
علياء مصطفي
نجح فريق عمل من أطباء بجامعة فرجينيا كومنولث في عمل دراسه دوائية مفاده ، أن المادة الفعالة في أدوية التخسيس الشهيرة “أوزيمبك” (Ozempic) و”ويجوفي” (Wegovy)، المعروفة باسم “سيماجلوتايد”، ربما تكون قادرة على إيقاف تطور مرض الكبد الدهني الالتهابي، بل وحتى عكس آثاره الضارة.،
بعد تجربة سريرية شملت 800 مريض من 37 دولة، نشرت النتائج في” نيو إنجلاند الطبيه”
كما هو معلوم ان الكبد الدهني مرض شائع يرتبط بالوزن الزائد ومرض السكري من النوع الثاني، حيث تتراكم الدهون في الكبد مسببة التهابات وتندبات قد تؤدي إلى تليف الكبد أو فشله.و
يصيب المرض نحو 15 مليون أميركي، ولا يوجد حالياً سوى دواء واحد معتمد من إدارة الغذاء والدواء لعلاجه، ما يجعله أحد التحديات الصحية العالمية الكبرى.
“والسيماجلوتايد” دواء معروف بفوائده العلاجية في مجالين رئيسيين وهما، ضبط مستويات السكر في الدم للمصابين بالنوع الثاني من داء السكري، ومساعدة المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة على فقدان الوزن.
ويعمل هذا الدواء من خلال محاكاة عمل هرمون طبيعي في الجسم يساعد على تنظيم الشهية وإبطاء تفريغ المعدة، ما يؤدي إلى الشعور بالشبع لفترة أطول.
كما أنه يحفز إفراز الإنسولين عند ارتفاع السكر في الدم، بينما يقلل إفراز هرمون الجلوكاجون الذي يرفع مستويات السكر.
وجعلت هذه الآليات من “السماجلوتايد” دواء فعالاً في إدارة مرض السكري وتحسين المؤشرات، بالإضافة إلى مساعدته في إنقاص الوزن بشكل ملحوظ عند استخدامه مع نظام غذائي صحي وتمارين رياضية منتظمة.
تحسين صحة الكبد
ولقد أثبتت اكثر من دراسة قدرة الدواء على تحسين صحة الكبد، من خلال آليات متعددة منها قيادة تقليل الالتهابات الكبدية بنسبة 63% مقارنة بالعلاج الوهمي، وتحسين التليف الكبدي لدى 37% من المرضى.
كما يساهم في تعزيز فقدان الوزن مما ينعكس إيجاباً على التمثيل الغذائي وصحة القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى تحسين مؤشرات وظائف الكبد بشكل عام، مع حدوث آثار جانبية طفيفة في معظم الحالات مثل الغثيان الخفيف، ما يجعله خياراً علاجياً واعداً لمرضى الكبد الدهني غير الكحولي.
وهو ما أكده المؤلف الرئيسي للدراسة، آرون سانيال، إن هذه النتائج تُمثّل اختراقاً طبياً لأنها تقدم علاجاً يحسّن صحة الكبد، ويستهدف الأسباب الأيضية للمرض مثل السمنة ومقاومة الإنسولين.
وأضاف سانيال أن “السيماجلوتايد” قد يصبح خياراً علاجياً جديداً للمرضى، خاصة مع ارتباط مرض الكبد الدهني بمشاكل القلب والكلى
اسباب كثيره جعلت الشركة المنتجة لـ”السيماجلوتايد” تستعد للتقدم بطلب إلى إدارة والدواء الأميركية هذا العام؛ لاعتماده رسمياً لعلاج مرض الكبد الدهني.
وفي الوقت نفسه، يستمر الباحثون في متابعة 1200 مريض لمدة تصل إلى 5 سنوات؛ لدراسة تأثير الدواء على المضاعفات الكبدية طويلة الأمد.
وأكدت الدراسة أن “السيماجلوتايد” بعد نجاحه في علاج السكري والسمنة يثبت مرة أخرى أنه دواء متعدد الفوائد، إذ قد يصبح أول علاج دوائي فعال لمرضى الكبد الدهني الالتهابي، ما يمنح الأمل لملايين المرضى حول العالم.