لقمة القاضي.. حلوى الزمن الجميل اصل التسمية والتاريخ
محمود سعيد برغش
لقمة القاضي، أو كما يُطلق عليها في بعض الدول “الزلابية” أو “العوامة”، هي من أعرق وأشهر الحلويات الشرقية التي لا تزال تحتفظ بمكانتها في قلوب الناس حتى يومنا هذا، بفضل مذاقها الفريد وسهولة تحضيرها وتكلفتها البسيطة.
أصل التسمية والتاريخ
يرجع اسم “لقمة القاضي” إلى العصر العباسي، حيث كانت تُقدَّم في دواوين القضاة والعلماء كضيافة فاخرة، وتُعد من أوائل الحلويات المقلية التي عرفها العرب. يُقال إن أول من ذكرها كان في كتابات الطهاة المسلمين الأوائل، ومن هناك انتشرت إلى بلاد الشام، ثم إلى دول المغرب العربي، ومنها إلى العالم بأسره.
في بلاد الشام تُعرف باسم “العوامه ، “، وفي المغرب تُسمى “الزلابية“، لكن تبقى المكونات متشابهة في الغالب: عجينة خفيفة تُقلى في الزيت ثم تُغطى بالقطر أو السكر البودرة.
بساطة في المكونات… غنى في الطعم
تتكوّن لقمة القاضي من مزيج بسيط من الدقيق والخميرة والماء والنشا، تُترك لتتخمر، ثم تُقلى على نار متوسطة حتى تأخذ اللون الذهبي الجميل. بعدها تُغمس في الشربات (القطر) البارد أو تُرش بالسكر البودرة، لتتحول إلى كرة مقرمشة من الخارج، ناعمة من الداخل، تأسر الحواس.
من الحلويات إلى التراث
لقمة القاضي ليست مجرد حلوى، بل هي جزء من التراث الشعبي في رمضان، والمناسبات العائلية، وأسواق الحلوى القديمة. تجدها اليوم في المحلات العصرية والمهرجانات الرمضانية، ولا تزال تحتفظ بطابعها الأصيل الذي يجعلها محبوبة من الجميع، كبارًا وصغارًا.