هرمجدون وما لله لله وما لقيصر لقيصر.
بقلم عبير مدين
حروب وصراعات هنا وهناك على هذا الكوكب الأزرق الذي ابتلاه الله بهبوط ادم ليصبغ بنيه بصبغة الدم ترابه منذ الأيام الأولى في هذا الوجود فقتل قابيل شقيقه هابيل طمعا فيما ليس له ولم يتعظ واستمرت سنة القتل واستمر الطمع متوارث جيل بعد جيل لن تنتهي الصراعات ولن تتوقف الحروب الكل يرى نفسه على صواب، الكل يرى نفسه صاحب حق مشروع! السلام حلم جميل والمدينة الفاضلة خيال الجميع يتحدث عنهما لكن لا يريد أن يكون صاحب الخطوة الأولى مجرد كلام خلف الشاشات ليصفق الجالسون أمامها لهم.
ويدخل على الخط المحللون السياسيون والخبراء الاقتصاديون يدلي كل منهم بدلوه ويفجر مفاجآت من وجهة نظره ثم يأتي دور بعض اللحى تحاول أن تصبغ كل شيء بصبغة دينية ولا يهمها إن كان كلامهم يضر الدين من عدمه المهم تصفيق العامة وزيادة عدد التابعين وعدد المشاهدات! والنتيجة؟ تاني على غير ما تشتهي سفنهم لأن القيامة أن تقوم إلا بإذن الله واحداث النهاية ستقع بتسلسل كما أراد الله فاصبروا ولا تتعجلوا ولا تدسوا انوفكم فيما ليس لكم فيه؛
انا ضد صبغ أي صراع أو حرب بصبغة دينية الحرب في غزة حرب حقوق،
والصراع بين إيران وإسرائيل صراع على بسط نفوذ وتحقيق احلام؛
ندعم ايران حتى لا تتفرغ إسرائيل لمحاولة تحقيق حلمها بالتوسع للوصول إلى النيل ولا داعي لأن تأخذكم الحماسة وتقولوا والجيش المصري سيفعل وسيفعل أنا أثق إنه سيفعل لكن أمامنا مشوار تنموي وعلينا تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والطاقة على الأقل وعليك أن ترفع الاحتياطي النقدي وعليك أن تصنع سلاحك بنفسك لأنك بالتاكيد ستواجه عقوبات اقتصادية محتملة ولكي توفر كل ما عليك السابقة عليك بالعمل والإنتاج وعليك بخفض اعداد اللاجئين أو ترحيلهم حتى لا تتعرض لاختراق ولخيانة من الداخل.
بالمناسبة غزة بالتاكيد بها مسيحيون يدافعون عن حقهم في الأرض وجيش الكيان وارد أن يكون به مسلمين من عرب ٤٨ كمتطوعين
وايران بها اكبر تجمع لليهود في الشرق الأوسط خارج إسرائيل بنسبة حوالي 01.% من عدد السكان المحليين
وهذا ردا على من يحاولون تحويل الصراعات والحروب في المنطقة إلى منحنى ديني دون تفكير أو علم ببواطن الأمور لأنه بعد مرور الأزمة سوف نجد تلك الأفواه التي تنادي بالوقوف إلى جانب الاسلام هي نفسها التي ستتهم إيران بالخروج عن الاسلام وبأن المذهب الشيعي يشوبه الشرك.
أما عن الدعم الإيراني لغزة فأعزكم الله المسؤولين في ايران أنفسهم أنكروا دعمهم لغزة ولحزب الله وتبرأوا في النهاية منهم!
اتفق أو اختلف، اتهم الدول العربية بخيانة القضية الفلسطينية أو لا تتهم مغامرة ايران في غزة دمرت القطاع وتسببت في إبادة أهله وكانت خيانة للعرب بمحاولة وضعهم أمام الأمر الواقع ومحاولة الزج بهم في حرب دون ترتيب ومحاولة توريط مصر وجيشها على وجه الخصوص دون سابق إنذار
الحروب لها ترتيبات أخرى و تنسيقات مع الحلفاء وليست مجرد هجمات همجية، الحروب يلزمها تخطيط جيد وخطط مستقبلية وبدائل لها وتوقع للتوابع والآثار السلبية والخسائر قبل الأحلام بالمكاسب، قيادة الجيوش المنظمة شئ والمليشيات والجماعات المسلحة شئ آخر، الجيوش المنظمة تعني مصير دول وشعوب
ولا تحركها مزاجية شخص واحد يصدر الأمر بالكر أو بالفر لأن النتيجة غالبا نكسة حتى لو أراد اي منبر إعلامي تزييف حقيقتها وإظهارها أنها انتصار لأن النتيجة النهائية تحسبنها الأرباح و الخسائر وعدد الضحايا وليست مدة الصمود العبرة بالنتيجة.
أما عن احلامك وطموحك أن تكون هذه مقدمة هرمجدون ونهاية العالم فدعني أسألك ماذا أعددت لهذا اليوم؟ عزيزي المؤمن بوقوع هرمجدون المتدين بطبعه ليس بأمانيك ولا بيدك وحده الله يعلم كيف ومتى سوف تقع ولن تنطق شجر الغرقد بيدك ولن تنطق الحجر بارادتك، أترك ما لله لله وما لقيصر لقيصر.