مؤتمر حل الدولتين
جهد رائع مشكور مع الحيطة والحذر
أ.د. محمد علاء الدين عبد القادر
الخميس 31 يوليو 2025
هناك جهد متميز رائع مشكور يتمثل فى الإعداد والتنظيم وفى البيان الختامى لمؤتمر الأمم المتحدة لوزراء خارجية الدول المشاركة المتعلق بمصير القضية الفلسطينية وحل الدولتين .. دولة الكيان .. ودولة فلسطين
وتضمن بيان مؤتمر حل الدولتين : الإتفاق على إنهاء الصراع الفلسطينى الاسرائيلى على أساس حل الدولتين
[ ملاحظة : كان يروج منذ عقود مضت .. صيغة إنهاء الصراع العربى الإسرائيلي .. وقد تم اختزالها فى بيان اليوم .. بصيغة إنهاء الصراع الفلسطينى الاسرائيلى .. وأن هذا الأمر له دلالاته ]
وقد تضمن البيان الختامى عدد من البنود المحورية والحيوية المرتبطة بالسعى لتحقيق حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين فى المستقبل القريب فى مدة ١٥ شهرا من تاريخه يتم خلالها تنفيذ كافة البنود التى تم صياغتها فى البيان الختامى لمؤتمر حل الدولتين بالأمم المتحدة بنيويوك
وبوجه عام
جدير بالذكر أنه مع أشجان فرحة الأمل وترقبه عن شغف لتحقيق حلم الاعتراف بدولة فلسطين
فمن الأجدى كذلك أن تديرة وتوجهة منظومة العقل ومنطق الأشياء حتى أن يصبح الأمل حقيقة وواقع
دونما مؤتمرات تعقد وتنفض مع تصريحات ختامية لدغدغة المشاعر
ثم عودة ريما لعادتها القديمة
وهكذا تدور المنطقة فى حلقة مفرغة منذ ٨٠ عاما مضت وحتى الأن .. وحال القضية الفلسطينية متأرجح على مراجيح الهوا
وأن السؤال المنطقى ، هو. :
ما هو الحال إذا أعترفت معظم دول العالم بدولة فلسطين .. ولم تعترف بها إسرائيل وأمريكا ؟
هل سوف تقوم دولة فلسطينية ؟
بالطبع لا وألف لا
وعليه :
كيف أن تتضمن بنود البيان الختامى لمؤتمر حل الدولتين أن تسلم المقاومة سلاحها أولا
قبل أن تعترف اسرائيل أولا ورسميا وبضمانات أمريكية أمام الأمم المتحدة بدولة فلسطين حتى لا تتراجع وتنكس عهودها بعد التخلص من حركة المقاومة
وقد يكون هذا اجحافا بالقضية الفلسطينية والرجوع للمربع صفر
كان يجب أن يتضمن البيان الختامى صراحة ضمن بنودة
– أن تعترف اسرائيل أولا – وبضمانات أمريكية – وبطريقة رسمية أمام الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية المستقلة الناشئة .. منزوعة السلاح .. كما يتمسكون
– بعد ذلك يتم نزع سلاح حماس ومغادرتها للقطاع
– وأن تتسلم سلطة فلسطينية جديدة كمرحلة انتقالية أدارة زمام الأمور فى القطاع وغزه بدعم دولى
– حتى أن يتم تحقيق الانتخابات التشريعية الرئاسية وغيرها بدماء جديدة متفهمة واعية ملهمة محافظة على أمن وطنهم واستقلاله وسلامته مع الإلتزام بكافة ماتم الاتفاق علية فيما جاء بالبيان الختامى لمؤتمر حل الدولتين حتى أن تعيش الدولتين فى سلام إذا ما قدر ذلك أن يتحقق
– مع ضحض كافة أشكال الصراع والانقسام الداخلى بين أطياف الشعب الفلسطينى وبين قياداته التاريخية و الناشئة
لكن ترك الأمر بصياغة بعض البنود التى قد يشوبها بعض من الثغرات التى قد تكون فرصة لمراوغة دولة الكيان وعائق أمام التطبيق الفعلى وتحقيق حلم الاعتراف بدولة فلسطين
بأن تكون فرصة سانحة للمناورة والمماطلة من جانب دولة الكيان بما يمكنها من نكس وعودها كما هى عادتها
ذلك بعد أن تتأكد من مغادرة حركة المقاومة التى تزعجها من قطاع غزة
وذلك قبل اعتراف إسرائيل الرسمى بدولة فلسطين ومن تنفيذ التزامتها الدولية فى هذا الشأن
تتذكرون ما تضمنته وثيقة السلام مابين مصر وإسرائيل من مغالطات متعمدة بصياغتها الإنجليزية من جانب اسرائيل وأمريكا منذ البداية لصالح الجانب الاسرائيلى فكانت زريعة له للحجج والمراوغة
ذالك فيما يتعلق بكلمة .. انتهاء الاحتلال على [ أرض محتلة ] .. فإن أرض هى كلمة نكرة دون تعريف محدد
فهى دون صيغة التعريف الجامع ب ال المحددة الشاملة دونما أى لبس فيها وهى أنهاء الاحتلال على .. [ الأرض المحتلة ] .. وليس [ أرض محتله ]
الفرق ياسادة كان فى أداة التعريف The ال The Occupied Land تعنى جميع الأرض التى احتلتها اسرائيل
وتضمنت الوثيقة كلمة نكره عامة تعنى فى المطلق جزء من أرض محتله فى الشيوع دونما تعريف Occupied Land
فكان لإسرائيل حق المراوغة والمماطلة التزاما بحقها القانونى فى النص المصاغ والذى وقعت عليه كل من مصر وإسرائيل وأمريكا
فلا ننخدع لزخم الحدث لمؤتمر حل الدولتين الذى انعقد هذه الأيام فقط بعد عامين من الخراب والدمار لقطاع غزة وتشريد أهله وسكانه
ولا ننخدع ببيانه الختامى .. المتميز فى غالبية بنودة
فيما عدا بعض البنود التى كانت تحتاج أن يتم توثيقها بصياغات صريحة واضحة ملزمة لدولة الكيان دونما أى لبس فيها
وليس بعبارات مطاطه كما هو الحال عند مراجعة الفرق ما بين .. الأرض المحتلة .. وأرض محتلة
وحتى أن لا تكون أى من هذه الثغرات المتمثلة فى صياغة مطاطة لعدد من بنود البيان الختامى لحل الدولتين
من أن تعطى لدولة الكيان أو غيرها فى المستقبل من قدرتها على المراوغة والانسلاخ من التزماتها امام المجنمع الدولى عن تحقيق المراد نحو الاعتراف بدولة فلسطين مستقلة على أرض الواقع
حتى لو دولة منزوعة السلاح
وليس أن يكون الأمر مجرد مؤتمر تحت شعار ” حل الدولتين ”
– لدغدغة العواطف
– وتسكين الوضع الحالى
– مع نيه استمرار الاحتلال للقطاع والضفة تحت أى زريعة له
– ودونما بصيص أمل أو من شعاع نور فى غد مشرق فى الأفق القريب مابعد خمسة عشر شهرا كما يروجون له
والكارثة أن إسرائيل وبدعم أمريكى تعلن صراحة نهارا جهارا عن رفضها التام الاعتراف بدولة فلسطينية .. ذلك علنا .. وفى الغرف المغلقة .. وفى كافة اللقاءات والمؤتمرات والمحافل الدولية .. دون أى رادع حقيقى لهم
وأن اسرائيل تتجاهل كافة القررات الدولية بحق فلسطين وشعبها منذ ٨٠ عاما مضت حتى تاريخنا المعاصر
فهل لها أن تستجيب اليوم ؟
كان من الأجدر توظيف الزخم الدولى فى مؤتمر حل الدولتين
– لتجنب أى ثغرات فى صياغة بيانه الختامى
– ووضع المحاذير بشروط وصياغات ملزمة دونما أى لبس فيها
– تلزم بها دولة الكيان دون أى مراوغة بتحقيق حلم الاعتراف بدولة فلسطين أن يكون واقعا فى المستقبل القريب بعيدا عما دأبت عليه اسرائيل من نكس كافة عهودها
وأن الأيام القادمة كاشفة لكافة الأمور ومواقف الدول المتحمسة للاعتراف بدولة فلسطين
وإذا ما كان هذا الزخم الدولى هو تضامنا حقيقيا ملزما
أم هو وهم وشو أعلامى مصيره إلى الهاوية مثل العديد من المؤتمرات والاتفاقيات التى تم صياغتها سابقا والتوقيع عليها مابين إسرائيل وقادة فلسطين وأمريكا مثل أوسلو وغيرها
وكان مصيرها مجرد حبر على ورق وأوراق ملقاه فى سلة المهملات
مع خالص تحياتى للجميع
جهدكم مشكور
أ.د. محمد علاء الدين عبد القادر