تحديثات ما لها من آخر.
بقلم عبير مدين
أتعجب من هؤلاء الذين يدفعون خلف قطيع أعجبهم ويعملون بكل جهد ليذوبوا به الاعجب من هذا أن يكون هذا القطيع ولد مجهول الهوية!
ليست فزورة تحتاج إلى حل لكن طبيعة معظم البشر تميل إلى تقليد الغير والبحث عن قدوة وهو وميوله قد تكون القدوة حسنة أو سيئة قد يدفعه البحث عن هذه القدوة والتقليد الأعمى أحيانا لها التمرد، الضياع، التجديد، التطوير، البحث عن هوية ومحاولة الاندماج مع الآخرين …. اسباب عديدة تدفع الكثير من البشر للبحث عن نموذج يقلدونه.
وعلى سبيل المثال في أواخر أسرة محمد علي كان الشعب المصري متأثر بأسلوب حياة طبقة الأمراء والنبلاء فتمردت المرأة المصرية على الأزياء الشعبية وارتدت ملابس تشبه ما ترتديه الاميرات حتى في الأفراح كانت العروس تعيش دور الملكة أو الأميرة حتى الشباب والرجال كان اهتمامهم بمظهرهم وبأسلوب حديثه مثير للدهشة الأزهار أبدا لم تكن تفوح عبيرا بل كانت تفوح ثقافة المجتمع المصري كله مثقف حتى وإن كانت نسبة التعليم منخفضة هذه الثقافة انعكست على روح المشاركه في العمليات الفدائية فيما بعد
الأمي من مختلف طبقات المجتمع يبحث عن شخص مثقف يطلب منه أن يطالعه على اخر الاخبار ويسأل عما استعصى عليه فهمه حتى تحولت المقاهي الشعبية إلى نوادي ثقافية وساحات للحوار المثقف يستعرض معلوماته ويدلي بدلوه فيما يدور والأمي يستمع البعض ينحاز لهذا أو ذاك والبعض يقول رأيه على استحياء والبعض الآخر بعد أن فهم كون رأي خاص وشارك بشجاعة في الحوار.
لست أدري أين اختفى هذا الشعب ربما دخل في مفرمة الحياة وخرج إلينا جيل تمرد على الثقافة وبهرته أفلام رعاة البقر الأميركية والتي دخلت مصر وتحورت وتمخضت عن افلام البلطجة والسكر والدعارة وأخذ معظم الشباب يقلد بلا تفكير البعض يقلد عن حب والبعض الآخر يقلد ليساير القطيع حتى أصبح اللبق المهذب موضوع سخرية وتنمر! بل إنه أصبح نادر الظهور!
خرج علينا اللمبي بسلسلة افلام جعلت من معظم الشباب زومبي متحرك ثم شرق الاضواء منه من أطلق على نفسه نمبر وان فأسرع الشباب لتقليد التحديث الجديد لليلطجة فينا بقي البعض عالقا بين شخصية اللمبي وشخصية البلطجي فخرج تحديث للبعض يشبه الثيران قوة بلا عقل يحكمها!
وهكذا تحديثات ليس لها نهاية ومعظمها للأسوأ ونحن اللذين نتطلع لمجتمع مثالي ننتظر تحديث يجذب الذين جرفهم الانهيار الأخلاقي في مستنقعات الجريمة وينجو تحديث يصلح ما أفسده الآخرون.