عبير مدين تكتب “عدو نفسه”
اشياء كثيرة استوقفتني الفترة الماضية وبدأت اربط بينها ربما كان نسيجا من خيالي لكنني أردت أن اشرككم معي في هذا الخيال؛
بداية قال تعالى في محكم كتابه ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
ثانياً ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِنْدِي)
ثالثا صور بعض الناس في دور المسنين.
ظللت طوال عمري اعتقد ان الملك هو الحكم والولاية على الناس لكنني اليوم أراه في كل ما أنعم الله على الانسان من مال واولاد وشريك حياة صالح / صالحة أو وظيفة أو صحة بدن أو… كل.. كل شيء وهبه الله لك سواء كان تتويجا لتعبك واجتهادك أو من غير حول منك ولا قوة
ثم يقابل البعض بل الكثير منا هذا الملك بالنكران احيانا من باب اظهار الاستغناء وأحيان من باب الجهل وأحيانا أخرى من باب التكبر على الآخرين حتى يرى في عيونهم نظرة الغيرة و الحسد!
فإذا قلت له يأخي أحمد الله فيحمد الله بلسانه ولا يطمئن قلبه لها! إلى أن تنقلب حياته رأسا على عقب!
ثانياً يظن الكثير من القارونين أن ما بين أيديهم من النعم جاءت نتيجة مهاراتهم واجتهادهم وتغافلوا عن توفيق الله فكم من مجتهد وماهر حولنا لكنه لم يصل بعد أو مات دون أن تجني يداه ثمار تعبه! كم مرة قلنا أن فلان يستحق الفوز والنجاح لكن حظه سيء هذا الحد السيء هو عدم التوفيق الإلهي في المجتمعات المتدينة.
ثالثا تزامنا مع نشر بعض صور نزلاء دور المسنين الاحظ تسرع الكثير من الناس باتهام أبنائهم بالعقوق فهل سألت نفسك يا عزيزي لماذا فعل الأبناء هذا؟! ولماذا هم بالذات دون غيرهم؟!
ربما جاء هذا التصرف من الأبناء رغما عنهم ولم يجدوا بديلا نحن كأمهات تتمزق قلوبنا ونحن نضع صغارنا دور الحضانة في الصغر لكن لم بديلا أمامنا كذلك اتهامك لأبناء هؤلاء النزلاء بالجحود قد يكون كالسياط تجلد البعض لأنه لا بديل أمامه
وربما يكون اتهامك بالعقوق يجلد بعض هؤلاء النزلاء فقد يكون هو من بدأ العقوق إما بعقوق والديه في الماضي أو بعقوق أبنائه وبناته أنفسهم في مراحل حياتهم المختلفة وذلك بإهماله لهم في الصغر أو بتفضيل أحدهم على الآخر أو بأن الله أعطاه من البنين والبنات فتبطر على عطاء الله ولم يشكر أوتمنى لو أنه لم ينجب!
إن اكبر عقاب للإنسان أن تكون النعمة أمامه ومحروم منها وهو أحد أنواع الفقد فليس كل الفقد موت.
الخلاصة أن الإنسان هو عدو نفسه يحصد في لحظة ما زرع لسانه سنوات من عدم الرضا ونكران النعمة وفضل الله عليه ثق أن هذه النعم سوف تزول مع الوقت وسوف يسارع باتهام غيره أنه سبب زوالها ولا يبصر بقلبه وعينه أن هناك حوله من تحاك ضده المكائد ليلا ونهارا وينجو منها ربما لأنه اخلص الحمد لله!
احمد الله على كل شيء قبل فوات الأوان وقبل أن ينتزع الله الملك من يدك فالفشل الحقيقي أن تنتهي حياتك وانت تعاني الغرق في الفتور فتور علاقتك بشريك حياتك لانك لم تقدر دوره ووجوده في حياتك وفتور علاقتك باولادك والافظع أن تجدهم يتمنون موتك أو الخلاص منك وفتور علاقتك بكل من مد لك يوما يد الود لانك لم تقابل الود بالود والتقدير المناسب
عزيزي الإنسان لا تجعل نفسك على الهامش أو شخصا وجوده مثل عدمه غير فارق مع أحد فلكي تكون أحد الابطال يلزمك تضحية ومجهود سنين والكثير من الرضا والتقدير والحمد لله.