الخوف من التغيير
بقلم المعالج النفسي/ فاطمة الصغير
كل ما في الحياة يتبدّل… الأماكن، الوجوه، التفاصيل، وحتى نحن.
ومع ذلك، يظلّ الخوف من التغيير أحد أعمق ما يقيّد الإنسان، كأننا نخشى أن نخطو خطوة خارج دائرة الألم الذي تعودنا عليه وألفناه، فنفضّل المألوف الموجع على المجهول الذي ربما يحمل راحةً نجهلها.
الخوف من التغيير ليس ضعفًا، بل هو غريزة بقاء تشبه تحذير الجسد حين يشعر بالخطر، لكن ما لا ندركه أحيانًا أن الجمود خطرٌ أيضًا، وأن البقاء في نفس الدائرة سنوات لا يقلّ إيلامًا عن خوض المجهول.
نخاف أن نفقد السيطرة، أن نندم، أن نخطئ… فنؤجل الخطوات، ونبقى في منتصف الطريق.
لكن الحقيقة أن الحياة لا تنتظر من يتردّد، ولا تمنح نتائج جديدة لمن يكرر نفس الاختيارات القديمة.
التغيير لا يعني الثورة على كل شيء، بل معناه:
– أن نملك الشجاعة الصغيرة لنقول: “هذا لم يعد يناسبني”.
– أن نحترم حاجتنا للتطور بدل أن نحاكمها.
– أن نُدرك أن من حقّنا أن نُعيد تعريف أنفسنا كلما تغيّرنا.
لمواجهة خوفك من التغيير جرب أن تبدأ بخطوة صغيرة جدًا نحو ما تخشاه:
غيّر ترتيب غرفتك.
جرّب طريقًا مختلفًا إلى العمل.
تخلَّ عن عادة قديمة ليوم واحد فقط.
حين تكتشف أنك نجوت من التغيير الصغير، ستكتسب ثقةً تدفعك لعبور التغيير الأكبر.
التغيير ليس تهديدًا…
إنه رسالة خفية من الحياة تقول لك:
“لقد كبرت، وحان وقت الصفحة الجديدة”
دومتم بصحة نفسية جيدة ومحاولات تغيير داعمة