الخلافات تُسقِط الأقنعة بقلم الاعلاميه دكتوره غاده قنديل
@hekaytwatan.ews
في زمنٍ امتلأت فيه الوجوه بالأقنعة، لم يعد من السهل أن نميز بين الصادق والمنافق، بين من يحب بصدق ومن يتقن فن التمثيل. لكنّ الخلافات وحدها تمتلك تلك القدرة العجيبة على كشف الوجوه على حقيقتها، فهي الميزان الذي يفرز الذهب من الزيف، والنور من الظلام.
حين تسود المصلحة، يبتسم الجميع، ويتقن الكثيرون دور المخلصين. لكن عند أول خلافٍ في الرأي، أو تصادم في المواقف، يسقط القناع، وتتكشف النفوس كما هي. من كان وفيًا يزداد نقاءً، ومن كان متصنعًا يظهر حقده وكراهيته بلا مواربة.
الخلافات لا تُفسد الود، بل تُمتحن به. فهي كالمِصفاة، تُنقّي العلاقات من شوائب الزيف، وتُبعد عنك من كان وجوده عبئًا على روحك. فلا تحزن على من انكشف، فربّ خلافٍ صغيرٍ أنقذك من خديعةٍ كبيرة.
العلاقات الحقيقية لا تهتزّ أمام العواصف، لأنها مبنية على الاحترام والصدق، لا على المصالح المؤقتة. ومن أحبّك بصدق، لن تغيّره كلمة أو موقف، بل سيظلّ ثابتًا في محبّته، مهما اشتدّت الخلافات.
فدع الخلافات تعمل عملها، فهي لا تُفرّق بين الناس بقدر ما تُميّز الصادق من المزيّف. فبعض المواقف قاسية، لكنها ضرورية لتعرف من يستحق أن يبقى في قلبك، ومن كان مجرّد عابر طريقٍ في حياتك.