كيف يساعد علم الفلك في تحقيق الأهداف؟
بقلم الباحثة الفلكية أ/سحر حسن منصور
و خبيرة الأسترولوجي أ/فاطمة صابونجو
العلاقة بين حركة الكواكب في السماء وصناعة القرار!!!
لم يعد علم الفلك، في نظر الكثيرين، مجرد مساحة للتسلية أو متابعة الأبراج اليومية، بل بات يُنظر إليه اليوم باعتباره أداة وعي تساعد الإنسان على فهم ذاته أولًا، ثم اختيار اللحظة المناسبة للتحرك نحو أهدافه.
ومع اتساع الاهتمام العالمي بعلم الطاقة والوعي الذاتي، عاد الفلك ليشكّل إطارًا معرفيًا لفهم الإيقاع الكوني الذي تتحرك داخله حياتنا
ولرسم خريطة تساعد الفرد على اتخاذ قرارات أكثر اتزانًا.
تبدأ رحلة الاستفادة من الفلك بمعرفة الخريطة الفلكية الخاصة بكل شخص. فهذه الخريطة تُعد وثيقة شخصية دقيقة تكشف سمات الفرد الأساسية
نقاط قوّته، مصادر التحدّي في حياته، والميادين التي يمكن أن يحقق فيها التقدّم.
إن فهم هذه التفاصيل لا يقدّم تنبؤًا قدريًا بقدر ما يقدّم رؤية واقعية عن طبيعة الشخص وكيفية التعامل الأمثل مع أهدافه.
إلى جانب الخريطة، تلعب حركة الكواكب دورًا محوريًا في قراءة الفرص المتاحة. فمرور المشتري مثلاً يرتبط بفترات توسّع وحظ
بينما يشير تأثير زحل إلى وقت يحتاج قدرًا عاليًا من الانضباط والمسؤولية. كما تمثّل تحركات الزهرة والمريخ مؤشرات على فرص تتعلق بالعلاقات أو العمل أو الطاقة الشخصية.
ومن خلال متابعة هذه التحركات، يصبح الإنسان أكثر وعيًا بالتوقيت المناسب لبدء مشروع، أو التقدّم بقرار مهم، أو حتى التراجع خطوة لإعادة التقييم.
القمر، بدورِه، يُعد من أبرز العناصر التي يعتمد عليها المشتغلون بالفلك. فمراحله الشهرية تُشكّل دورة متكاملة للتجديد والتحرر.
وفي وقت القمر الجديد، يجد الكثير فرصة لوضع نوايا جديدة وبدايات مختلفة
بينما يمثّل اكتمال القمر لحظة وضوح تساعد على تقييم ما تحقق وما يجب التخلي عنه.
هذه الدورة ليست رمزية فحسب، بل يُنظر إليها كإطار زمني يساعد في تنظيم النوايا والأهداف بطريقة عملية.
التوقيت الفلكي يشكّل العامل الأكثر حساسية في هذا السياق، إذ يشير المتخصصون إلى أن نجاح خطوة ما لا يتعلق بالفعل وحده، بل بتوافقه مع الظرف الزمني.
فهناك أيام تكون فيها الطاقة الكونية أكثر دعمًا للقرار، وأخرى قد تحمل ارتباكًا أو تباطؤًا في النتائج، كما يحدث مثلًا خلال فترات تراجع عطارد التي تشهد عادة تأخّرات وسوء تواصل.
ويبقى الجانب النفسي مهمًا في هذا كله؛ فالكواكب الثقيلة مثل شيرون وبلوتو وزحل تكشف الجوانب التي تحتاج إلى شفاء أو إعادة بناء.
والتعامل مع هذه الجوانب بوعي يسهّل كثيرًا تحقيق الأهداف، إذ يزيل العوائق الداخلية قبل التقدّم نحو الخطوات العملية.
في المحصلة، لا يدّعي علم الفلك أنه يحدد مصير الإنسان، لكنه يوفّر له خريطة زمنية ونفسية تساعده في اتخاذ قرار مدروس وأكثر انسجامًا مع حركة الواقع.
إنه دعوة إلى قراءة أعمق للوقت، وإلى فهم العلاقة بين الداخل والخارج، بحيث يتحول تحقيق الأهداف إلى عملية واعية تسير بثبات وهدوء، لا اندفاع ولا عشوائية.
لكم مني كل الحب





































































