بقلم الباحث التاريخى الشريف / أحمد ُحزين شقير الُبصيلى
………………………………………………………..
ولد الزعيم الشريف / أحمد عرابى فى قرية هرية رزنة بمديرية الشرقية فى الحادى والثلاثين من مارس 1841 ودخل كتاب القرية وعندما بلغ الثامنة ذهب لاتمام تعليمة بالازهر ومكث فية لمدة اربع سنوات وفى اعقاب ذلك التحق عرابى بسلك العسكرية فى السادس من ديسمبر 1854 بناء على رغبة شديدة منة وعبر عن ذلك بقولة كنت احب العسكرية فى صغرى وافرح عند رؤية الجهادى مارا على وكان ذلك فى عصر سعيد باشا وخلال تلك الفترة كان الضباط الاتراك والشراكة فى الجيش المصرى ينظرون الى المصريين نظرة احتقار وازدراء وعرابى ينظر الى مصريتة نظرة الفخر واصبح اول فلاح مصرى ينطق بحق مصر وادى حب سعيد باشا للمصريين الى ترقية الكثيرين منهم فى عهده الى الرتب العسكريةالعالية ومنهم عرابى الذى رقى الى رتبة قائمقام بك (الاى) وهى رتبة لم يصل اليها احد من المصريين قبلة .
أ رسله الخديوى معصفوف الجهادية خلال الحملة الحبشية 1875 _1876 فى وظيفة مأمور مهمات وهناك ازداد سخطة على العناصر الشركسية الذين يتم تمييزهم على الضباط المصريين من قبل الخديوى ويتم منحهم رتب أعلى وشاهد عرابى الهزائم التى تعرض لها الجيش المصرى نتيجة لعدم كفاءة الشراكسة وفى اعقاب عودة الجيش المصرى من الحبشة اتهم عرابى بالاشتراك والتخطيط فى مظاهرة الضباط فى فبراير 1878 وتم نقلة الى الاسكندرية .
وبعد عزل الخديوى اسماعيل وتولية ابنة توفيق قرب الخديوى الجديد عرابى الية ومنحة رتبى الاميرالاى وجعلة ياورا خديويا ضمن الياوران كما عينة اميرا على الالاى البيادة الرابع الكائن مركزة بالعباسية ولم تقبل نفس عرابى الثائرة التى تعلقت بها امال الضباط.
وكان أول ظهور حقيقي لعرابي على الساحة حين تقدم مع مجموعه من زملائه مطالبين الخديوي توفيق بترقية الضباط المصريين وعزل رياض باشا رئيس مجلس الوزراء وقد قاد عرابي المواجهة الشهيرة مع الخديوي توفيق يوم 9 سبتمبر 1881 فيما يعد أول ثورة وطنية في تاريخ مصر الحديث والتي سميت آنذاك هوجة عرابي والتي جاءت على خلفية التدخل الأجنبي في شؤون مصر بعد صدور قانون التصفية في 1880 وعودة نظم المراقبة الثنائية (الإنجليزي- الفرنسي)، ولجوء رياض باشا إلى أساليب الشدة والعنف مع المواطنين المصريين، وسياسة عثمان رفقي الشركسي وانحيازه للضباط الأتراك والشراكسة وسوء الأحوال الاقتصادية.
وقد رضخ الخديوي توفيق لمطالب الجيش وعزل رياض باشا من رئاسة النظار أي (الوزراء) وعهد إلى محمد شريف باشا بتشكيل أول نظارة وطنية في تاريخ مصر الحديث في 14 سبتمبر 1881 وتم تعيين محمود سامي البارودي ناظرا للجهادية وهو أول مصري يتولي هذا المنصب فوضع دستورا للبلاد ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده إلى أن عصف بكل هذا التقدم تدخل إنجلترا وفرنسا في شؤون البلاد بعد أن ازدادت ضغوط الدول الأوربية الدائنة على مصر وأصرت بريطانيا وفرنسا على إدارة شؤون الخزانة المصرية وتم فرض تعيين مفتشين ماليين على شؤون الخزانة المصرية أحدهما إنجليزي والآخر فرنسي.
على الرغم من سنوات التطور فقد كان هناك من يرى أن تعليم الفتاة للقراءة والكتابة وخصوصا تعلم اللغات شيئاً من العار وكان الزعيم أحمد عرابي على رأس من يرون ذلك.
أرسل أحمد عرابي من منفاه بجزيرة سيلان خطابا شديد اللهجة صب فيه جام غضبه على أسرته وزوجته على وجه الخصوص وذلك بسبب ابنته حيث قال لقرينته في الخطاب:ـ حضرة صاحبة العفة والعصمة حرمنا المحترمة رعاها الله آمين نخبركم بان كريمتنا أم كلثوم أرسلت لنا جوابا وبتلاوته حصل لنا كدر شديد إذ إنه علم لنا منه أنها تخلقت بأخلاق ذميمة وتلك الأخلاق ليست في طباعها أصلاً بل إنها اكتسبت ذلك من مخالطتها إلى حرم أخيها التي ابتلانا الله بها.
وتابع عرابي في خطابه لزوجته إنها تتعلم الكتابة الإنجليزية وتضع اسمها على الجوابات المرسلة لنا بالقلم الإنجليزي الأمر الذي تستوجب عليه قطع أياديها فهي تتعلم لغة قوم لا يعود علينا وعليها منها إلا الضرر والفضيحة والعار فيقتضي تفهيمها بذلك بحضور إخوتها جميعاً .
.في 22 يوليو 1882 عُقِد اجتماع في وزارة الداخلية، حضره نحو 500 من الأعضاء، يتقدمهم شيخ الأزهر وقاضي قضاة مصر ومُفتيها والسيد محمد توفيق البكرى نقيب السادة الأشراف كما ضم الاجتماع بطريرك الأقباط وحاخام اليهود والنواب والقضاة والمفتشون ومديرو المديريات وكبار الأعيان وكثير من العمد فضلا عن ثلاثة من أمراء الأسرة الحاكمة وأفتى ثلاثة من كبار شيوخ الأزهر وهم الشريف / محمد عليش والشيخ حسن العدوي مقامه ومسجده بجوار سيدنا الحسين والخلفاوي بـ مروق الخديوي عن الدين لانحيازه إلى الجيش المحارب لبلاده و أصدرت الجمعية قرارها بعدم عزل عرابي وعصيان أوامر الخديوي لخروجه عن الشرع الحنيف بل جمعوا الرجال والأسلحة والخيول من قرى وعزب وكفور البلاد وقد قام العمدة محمد إمام الحوت عمدة الصالحية شرقية والعمدة عبد الله بهادر عمدة جهينة جرجاوية ببث الحماسة في الناس وجمع ما يستطيعون من الرجال والسلاح لدعم عرابي وانضم محمد سلطان باشا للخديوي وعلي يوسف (خنفس باشا) واحتل الإنجليز بورسعيد.
ثم في 28 أغسطس 1882 اشتبك الجيش البريطاني مع الجيش المصري في معركة القصاصين و كاد أن ينتصر الجيش المصري لولا إصابة القائد راشد حسني إلي أن كانت الجولة الفاصلة بين عرابي والانجليز في التل الكبير في 13 سبتمبر 1882 الساعة 1:30 بعد منتصف الليل ولم تستغرق سوي من 30 دقيقة أو أقل حيث فاجأ الإنجليز القوات المصرية المتمركزة في مواقعها منذ أيام والتي كانت نائمة وقت الهجوم وألقي القبض علىعرابي قبل أن يكمل ارتداء حذائه العسكري .
وواصلت القوات البريطانية تقدمها للزقازيق وأعادت تجمعها ثم استقلت القطار للقاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة بقيادة خنفس باشا، وكان ذلك بداية الاحتلال البريطاني لمصر الذي دام 74 عاماً .
وبعد دخول الإنجليز القاهرة في 14 سبتمبر 1882 ووصول الخديو قصر عابدين في 25 سبتمبر 1882 عقدت محاكمة لـ عرابي وبعض قواد الجيش وبعض العلماء والأعيان وتم الحكم عليهم في 3 ديسمبر 1882 بالنفى إلى جزيرة سرنديب (سيلان) أو سريلانكا حاليا .
كان السفر إلى المنفى على متن الباخرة الإنجليزية ( ماريوتيس )
و أعلنت صحيفة ( الأوبزرفر ) السيلانية عن موعد وصول الباخرة فبدأ الناس يفدون من كل أنحاء الجزيرة لرؤية البطل العربي ..
هل تعلم أن عرابي هو الذي أدخل الطربوش الى الجزيرة ؟
و أن المسلمين هناك يرتدونه حتى اليوم ؟
و هل تعلم أيضا أنه أدخل الزي المصري و بعض الأطعمة المصرية ؟
كما أنه طلب من المسلمين هناك أن يتبرعوا لإنشاء مدرسة يتعلمون فيها فقه الدين و فعلاً وضع عرابي أساس ( المدرسة الزاهرة )
و في عام 1901 أصدر الخديوي عباس حلمي الثاني قرار العفو عن عرابي و عاد على متن الباخرة الألمانية ( برنسيس إيرين ) و توفي بعد عودته بعشر سنين ليتحقق حلمه حين قال و هو في المنفى : ( أريد أن أموت في بلدي و أن أدفن في الأرض التي دافعت عنها ))
( وبالمقال صورة لبيت الزعيم أحمد عرابي في مدينة كولومبو بجزيرة سيلان و الصورة الأخرى لبيته في مدينة كاندي التي انتقل إليها بنفس الجزيرة و مكتوب على البيت Arabi House أي بيت عرابي ) وعندما عاد عرابي بعد 20 عام ولدى عودته من المنفى عام 1903 (أحضر شجرة المانجو إلى مصر .)
وأهداها إلى صديقه الشريف / المنشاوي وهي لا تزال موجودة إلى الآن بمحافظة الغربية وتعتبر الأجود فيما تنتجه حتى يومنا هذا
وبعد ذيوع صيت الفاكهة الجديدة في مصر، التفت إليها الإقطاعيون في العهد الملكي وتسابقوا على خطفها لمهاداة أحبائهم بها كذلك ظهرت أنواعٌ أخرى على غرار شجرة عرابي .
يرجع نسب الزعيم أحمد عرابى الى السلالة الهاشمية الشريفة حيث وفدت اسرته من العراق قديما حيث ان والدة الشريف / محمدعرابى من ذرية ( السيد صالح البلاسى البطائحى ) الذى وفد من العراق الى مصر والذى ينتمى الى سلالة سيدنا الامام الحسين اما والدتة فهى من سلالة ( السيد احمد الرفاعى ) احد اولياء الله الصالحين.

































































