كتبت /شوزان توفيق
ما الهدف من زرع شريحة كمبيوتر بالدماغ؟
لكن كيف يمكن ربط الدماغ بالكمبيوتر؟ وكيف يمكن أن تعالج أمراض عصبية مثل مرض الزهايمر والخرف وإصابات الحبل الشوكي وفقدان الذاكرة والسمع والاكتئاب والأرق، عن طريق زرع شريحة كمبيوتر بالدماغ؟ كما تقول الشركة التي أسسها رجل الأعمال الجنوب إفريقي-الكندي-الأمريكي في العام 2016.
الفكرة تقوم أساساً على زراعة جهاز يبلغ 8 ملليمترات تقريباً -أصغر من عقلة الإصبع- في الجمجمة، هذا الجهاز اللاسلكي (التحكم لاسلكي لكن للجهاز أسلاك دقيقة جداً أدق من شعر الإنسان) سيضم الجهاز آلاف الأقطاب الكهربائية في أكثر عضو بشري تعقيداً، إذ سيتم توصيله بأسلاك صغيرة إلى المخ.
ثم بمساعدة روبوت متطور يتم زرع خيوط مرنة أو أسلاك في المناطق المسؤولة عن وظائف الحركة والإحساس في الدماغ، بينما يكون المتلقي تحت التخدير الموضعي فقط.
هذا الجهاز الصغير سيسمح للأجهزة الذكية الخارجية مثل الكمبيوتر بالتفاعل والتواصل مع الدماغ، وذلك ليسهل التعامل مباشرةً مع بيانات الأجهزة العصبية في دماغ الإنسان.
كيف يمكن ربط الدماغ بالكمبيوتر وتطبيقه على البشر؟
قد يبدو الأمر خيالياً، لكن ماسك نجح بالفعل في ربط دماغ خنزير بالكمبيوتر طوال شهرين، وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في 2019 إنه استطاع التحكم في دماغ قرد بواسطة الكمبيوتر، كما عرضت شركة Neuralink نظاماً به 1500 قطب كهربائي متصل بفأر المختبر، ويظهر ماسك حماسة كبيرة تجاه تجربة الأمر على الإنسان في وقت قريب، وصرّح في عام 2019 بأنه يطمح أن تكون تجربته البشرية الأولى في نهاية العام، وفق تقرير شبكة Vox الأمريكية.
وإن كانت مواكبة الذكاء الاصطناعي تثير الكثير من المخاوف والتساؤلات بشأن طرق اندماج البشر وتفاعلهم مع أجهزة الكمبيوتر، وما يمكن أن تغيره في شكل الحياة التي نعرفها، لكن هذا قد يستغرق بعض الوقت، إذ إن معظم الأبحاث المتطورة الحالية في الوصلات بين الدماغ والكمبيوتر تُجرى على الحيوانات، لأن تحديات السلامة وإجراءات الموافقة التنظيمية المطولة تمنع إجراء تجارب أكبر على البشر.
كما أن أحد العوائق الرئيسية التي تحول دون إدخال هذه الأسلاك الدقيقة هو في الواقع طريقة تجاوزها للجمجمة ودخولها إلى الدماغ، لهذا السبب تعمل Neuralink على تطوير روبوت صغير يربط القطب الكهربائي في الجهاز بدماغ البشر، من خلال جراحة مكثفة مثل جراحة العين بالليزك. وحسب ماسك، فإن الجهاز والأسلاك يمكن تركيبها وفكها بعملية جراحية بسيطة نسبياً.
الجيل الأول من جهاز الدماغ الذي ابتكره ماسك كان يمكن تثبيته خلف أذن الشخص، لكن ماسك يسعى إلى إدخال جهازه وأسلاكه إلى الدماغ البشري، وتحديداً أسفل الجزء العلوي من جمجمته، وقال ماسك إنه “أشبه بـFitbit في جمجمتك بأسلاك صغيرة”، (Fitbit هي ساعة ذكية).
فالجيل الثاني من الروبوت الذي تعمل شركة ماسك على صناعته سيكون عبارة عن آلة معقدة للغاية وعالية الدقة، قادرة على الدخول إلى الدماغ، ثم باستخدام إبرة وخيط دقيق تشبه ماكينة الخياطة تقريباً، ستضع الخيوط العصبية في المكان الصحيح بالضبط.
وعند الربط بين الدماغ والآلة يمكن أن تستخدم الكهرباء التي يستخدمها الدماغ بالفعل، ليعمل جنباً إلى جنب مع سلسلة من الأقطاب الكهربائية لتوصيل الدماغ بآلة.