بقلم / ثناء عوده
حيث إنه هناك أشخاص ممن يقال عليهم صفوة المجتمع، يقومون بممارسة “البلطجة الاجتماعية”، على أفراد أو موظفين أثناء القيام بأداء عملهم .
وللأسف هؤلاء الأشخاص المفترض أنهم تلقوا التعليم والتربية الكافية، حتى يكونوا في وجاهة المجتمع وفي مكانة مرموقة .
ولكن للأسف ترى تصرفاتهم عكس المستوى الطبقي الذين ينتمون إليه، فهم يريدون أخذ كل شيء في الحياة بدون استئذان، و إذا تجرأ أحد بإعتراضهم، ينال منه من سباب وشتائم، لا تليق بالمستوى الرفيع الظاهر منهم، من ملابس أنيقة، وافخم واحدث السيارات .
حيث لفت انتباهي فيديو متداول لسيدة، تعتدي على ضابط شرطة، أثناء تأدية عمله، وهو ما أثار حفيظتي، عندما تعاملت معه بإستعلاء .
وهذه ليست بالواقعة الأولى بل تكررت كثيراً مثل هذه الوقائع، والتي ترى فيها شخص اخترق القانون، بعبارة “متعرفش أنا مين” ” أو ابن مين” ” أو بتشتغل إيه ” .
ليمارس ضغطه على أي مسؤول لإختراق القانون، ويمارس قانونه الخاص وهو “قانون البلطجة الاجتماعية ” .
وهي إستخدام الوجاهة الاجتماعية، لكي تأخذ ما هو ليس بحقك، أو لا تلتزم بالقواعد، أو الحصول علي استثناء .وهؤلاء الأشخاص يذكروني عندما ألغيت البشاوية وهم لا يزالون يرتدون “الطربوش” .
فبعد “ثورة يونيو” لم يعد لهذه الكلمات محل من الإعراب، حيث هنا تنفذ وتطبق سيادة القانون والعدالة العمياء، التي لا ترى أنت مين، أو ابن مين، أو بتشتغل إيه، ومن عائلتك .
ففي هذا العهد، سجن رئيسين جمهورية، وسجنوا كبار رجال الدولة، فلا أحد فوق القانون .
فهنا يسكت الجميع ولا يتحدث سوي سيادة القانون، ويطبق علي المخطئ أيا كان من هو، ولكن هناك فئة يعيشون على الأطلال، فمرت عليهم “ثورة يونيو”، مرور الكرام لم تغير في سلوكهم، ولا تفكيرهم، قدر أنملة .
وقد قامت الثورة بتأميم هذه الأفكار، وهم لا يزالون يعيشون على أطلال العهد البائت، ولكن هذه الواقعة وعدة وقائع أخرى مماثلة، انتصر فيها القانون وأثبت لنا القانون يحكم .
فيوجد إرادة سياسية واضحة وقوية للتغير، فالوجاهه الاجتماعية هنا لمن يحترم القانون وسيادته، لا لمن يمتلك المال أو السلطة والجاه .
ولا يوجد أحد فوق القانون، فالكل سواسية ف نظر القانون .
ولعل هذه الواقعة تكون رادعة لكل من تسول له نفسه في انتهاك حقوق الغير، وتكون نهاية لعبارة “أنا أبن مين؟” .